السبت، 19 ديسمبر 2009

مـسـاحـات الـفـرَح...


لما الفرح يسكنك...
سَكّنُه فى الدنيا من حواليك...
ماتشيلوش جوّة القلب بس ليك...
امسح بإيدِيك على حيطان الممرات...
على قزاز العربيات...
يمكن يعدّى بعديك واحد مكسورة روحه...
بيسَنّد على الحيطان بجروحه...
تتلوّن كتافه وآنات هتافه بلون دهان الفرحة...
اللى صبغت بيه الحيطة بكفوف إيديك !


ويمكن يركب العربية الآخر موديل...
رجل أعمال مهموم أو "مُدمازيل"...
جواه أو جواها همّ و غمّ..
وأفكار تعكّر اصفاها دمّ...
شايفين الدنيا دايما من ورا نظاراتهم الشمس...
سودا كوبيا سواء كنا الصبح أو حتى نص الليل...
مسحة الفرح على القزاز هاتغير نظرتهم للطريق...
وهايشوفوا شوارع الحياة برصيف ينقذ غريق...
ومع كل الحوادث الكوارث والمصايب...
فيه فى الأشارة الجاية بياع أعقاد فل رقيق...
بينادى بس عمرهم ماسمعوا :"فُلّ للجميل"!


بلاش تلبس ف الخريف كوفيّة
وماتمسكش تحت مطر الشتا شمسيّة...
خَلّى نسايم الهوا وأنصاف العواصف...
تاخد من نَفَسَك الدافى حبّة عواطف...
وتبوس بيها خَدّ انسان تانى ماشى وراك...
بردان قوى من جوة برد مابتحوشهوش معاطف...
وشويّة الحب اللى بتتنفسهم وهاتوزعهم الزعابيب...
هيحيوا م المخنوقين بدل النَفَر....مِيّة...
فبلاش تلبس كوفيّة...


وبلاش تحت المطر كمان...
تنشد وقاية أو أمان...
ضحّى بفورمة شَعر ،أو مكوة البدلة...
فى سبيل مزج النقط بدموعك من الحنان...
خَلّى الوردة دى تتروى بدمعة صَبر...
لمّا يقطفها الحبيب توّصل للحبيبة رسالة بالألوان...
أغسل الأسفلت مع المطر بدموع البراءة...
خلّيه رغم سواده يكسف أفيش فلم هابط أو اعلان...
المطرة رغم أنها رمز بالعطاء مليان...
لكن بتبقى بجد حاملة رسالة سماويّة...
لمّا تمتزج فى رحلتها بدمعات صافية انسانيّة...
فبلاش تمسك الشمسيّة...


امشى حافى على طمّى الجناين...
الكعوب العالية وخز إبر فوق جبين البساتين...
خَلّى بطن رجلك يدّى للأرض الحنين...
احساس الشوق اللى بيحسه الجنين...
لما يسمع قلب أمه...
بينسى همّه...
أنه اتغرب بَرّة أعضاء جسمها...
عُمر كان من دقايق ولا كان كوّن سنين...
والغربة رعشة بتسرى فى البشر...
لمّا تحس أنك مالك الرضّا...
انشُره...
خلّى دقات قلب الأم الأرض تنقله...
وتطمّن نفوس طبول الجزع ليها أفئدة...
مايخرسهاش غير دبات رجلين بإحساس الرضا...


طول ماعندك م المشاعر الحلوة كميات...
زوّد المساحات !...
وزّعها فى التلات أبعاد...
املا بيها الفراغات...
دوّب بيها طبقات التلج ف المحيطات...
ابعتها مع الطبيعة للبشر...
والجماد والمخلوقات...
الربيع مش وردة واحدة شربت كل المطر...
ولا عصفورة لوحدها بتؤدى كل الأغنيات...
والفرح والحب والشوق والرضا...
ألوفات من شجرهم يادوب تبتدى تكوّن غابات.

السبت، 7 نوفمبر 2009

مــاتــصــدقــنــيــش!


نصيحة...
بقولهالك فى سرى ،وأتمنى ماتسمعنيش...
ماتصدقنيش!...

هاتقولى "بحبك"...
هاقولك "ماتقولهاش"...
"مش عايزة اسمعها كلام"...
"وإيه لزمتها طالما ماحستهاش"...
بس أنا مش عايزة اسمع غيرها...
هى دى حياتى من أولها لأخرها...
فأوعى تسمع كلامى وماتسمعهاليش...
ماتصدقنيش...

تسألنى خايفة؟...
هارد قبل ما تخلص سؤالك...
"عمرى ما حسيت بخوف"...
وأنا بستنى أشوف...
لمحة آمان فى نظرة...
وعمرى مابنسهالك...
فبلاش تبخل عليّ بأمانك...
وإن شفت إيدى بتترعش...
ضمنى قوى وماتطنشنيش...
وماتصدقنيش...

هاكلمك عن طموحاتى...
حاجات كتير فوق قدراتى...
دى بس احلام بتسلينى...
وبتخلينى...
أعمل لمستقبلى تحابيش...
مع إن كل آمالى كوخ...
صوت الغنا فيه ماينتهيش...
فماتصدقنيش...

هاشكيلك من صحباتى...
واوعد بقطع علاقاتى...
وهاقول عليهم كلام وحش مايتحكيش...
بحذرك....ماتهدينيش...
سبنى أقول كل اللى عندى...
آخرى دموع وكلام...
لغير كدة قلبى مابيجبنيش...
وأوعى تجارينى وتقول عليهم حرف...
بحبهم أكتر من نفسى...
وكل تهديداتى هاتنزل على مافيش...
فماتصدقنيش...

حاجات كتير على دا المنوال...
سواء كلام....نظرات....أفعال...
هبان كأنى جدّ جدا...
والجدّ صفة مابتتشريش...
لكن فى دمى...
إنى أقول كلام كتير أنا ماقصدوش...
وهزارى من قرارى خليط ماتفرقوش...
هاتقولى طب ليه كل الغلب ده...
وإزاى اعيش بحل أنا ألغاز كدة...
هاقولك ماتستجوبنيش...
ولو جاوبتك ماتصدقنيش...
مش عارفة ليه؟...
والمفروض أنك ماستمعتنيش...
أو عارفة...
وأنت سمعت...
لكن بكل صدق بقولك...
ماتصدقنيش...

السبت، 3 أكتوبر 2009

حـــلـــــم !




استحملينى...
يوم ما اصرخ فيكى باعلى صوت...
واستوعبينى...
رغم أنى عارف صعب تفهمينى...
واستخدمينى...
لون لكل لحظة فى الحياة...
واعتنقينى...
أنا أصل العقيدة والإيمان...
وعيّشينى...
بين عقلك وقلبك...
وخرّجينى...
من عيونك للوجود...
واكرزينى...
لكل نفس بنفسها ونفسك...
وبسّطينى...
للبشر والمخلوقات...
ولو طلبوا منّك "تعرّفينى"...
قولى "حلم" !.... وماتخافيش...
لا أنتى بتكذبى ولا بتكذّبينى...
لكن العايشين فى أوهام هما منها...
صعب يفهموا الحقيقة فينها...
أو يقبلونى لو بأسمى سمتينى.

السبت، 22 أغسطس 2009

بـخـاف مـنك عـليـكـى !


بخاف عليكى وأنتى عند شط البحر...
وبخاف عليكى من العذاب والضيق والقهر...
مش لأن البحر غدّار ، أو بستثنيكى م الآلم...
لكن جرئتك ممكن ترميكى وأنتى مابتعوميش...
ورقّتك من أصغر حزن بتنجرح وماتداويش...
ومابتخافيش...
على نفسك ، وبشوف معنى العناد ف عنيكى...
فبخاف منك عليكى...


بخاف عليكى من أمانك...
وبخاف لتفقدى إيمانك...
احساسك دايما بالأمان مخليكى ماتتردديش..
كأنّ كل الدنيا حضن أم...
وإيمانك ضامنلك فى طلوع الجبل ماتقعيش...
نظرك لفوق مش بيكعبل خطوتك ويقلل المسافات ويضمّ...
لكن الحقيقة إن الحياة فيها خطر...
وطريق الجبل غدر بكذا مغامر فيه خطر...
خايف اعرّفك الحقيقة تخافى...
وخايف ماتعرفيش ، فماتحذريش...
هافضّل مراقب بخوفى من بعيد خطاويكى...
وأخاف –لحد ماتوصلى بسلام- منك عليكى.

الجمعة، 7 أغسطس 2009


وهانـفضل نـدوّر علــيـه

واشـــتيــاقـنـا يــحـنّ ليه

احساسنا يقـول أنه قرّب

ونـمـوت قـبل مانـلاقـيـه



فى كلمة واحدة أو كلمتين .... إيه أول حاجة اللى جت فى بالك أول ما قريت الربع ده ؟؟؟

الأحد، 26 يوليو 2009

ارشــادات الــعــيــاط !


#لو كان الوقت صبح وألحّ عليك البكا... ، سهلة مش متحبكة. اسحب الفوطة على كتفك وجرى ع الحمام.... أوعى تكسّل وتنام... هاتنكشف لو عيطت فى السرير.
افتح الحنفيّة على أخرها... صوت المية فى الحوض هايغطى على رنات الدموع... وماتنساش تستخدم الصابونة... أملّى عنيك ومناخيرك بالرغاوى المجنونة... أمال هاتبرر إزاى حمرة العيون ، والتكشيرة اللى بملامحك –عالصبح- معجونة؟؟

#لو حسيت أن الحركة السابقة ماكفتش.... سيبك من غسيل الوشّ ، وخد بسرعة قرار جديد... هاتاخد –ولامفر- دشّ!. لو لقوك طولت فى مجرد غسل وشّ ، أو خفت تقفل الحنفية وماتعرفش توقف نقط الدموع.... ، ماتتربكش. تحت الدش الفرصة هاتبقى أكبر... ممكن دموعك تبقى أكتر... براحتك ، لأ وكمان فى خاصية ماحصلتش ، ممكن تغنى بصوت مخنوق... احساس محروق... وهايفتكروا دا صوت السخان بيوشّ.

#وأنت خارج أوعى تنسى الجرنال... خلّيه مفتوح على صفحة الحوادث... ولو وأنت فى زنقة الأتوبيس زنقتك دموعك ، وماقدرتش تقفشها... اطلقها... وقول لكل اللى هايبصلك بتعجب...بصوا !... حسوا !... إزاى الأم تخنق بنتها علشان تتجوز جوز أختها ...اللى قتل مرات عم خالة بنت عمة ستها !....
هتلاقيهم كلهم بيعيطوا بحرقة ، ويشاركوك ، ويترحموا على اللى ماتوا... وبيشتموا ويلعنوا آخر جدود اللى قتلوا وخانوا. ماتفتكرش أنهم فهموك ، ولافهموا القرابة ، أو انفعلوا لغرابة جريمة وزمن ماعدتش فيه تآمن لأخوك.
ده كل واحد كان كاتم دموعه... وبين ضلوعه ألم كبير ، وأمل كبير فى واحد مثقف زىّ حضرتك معاه جرنال.... إن شاء الله يفتح صفحة إعلانات الأفلام... برضوا كانوا –وإن غيّروا الكلام- رجالة وستات هايحولوا الأتوبيس.... لأتوبيس نهرى عايم على الدموع.

#لو أنت فى الشغل وفى عزّ الأنهماك... حسيت دموعك خنقاك... عيّط . هتلاقى زميلك فى المكتب اللى قدامك بصلك بأرتباك.... أدخل عليه....
لو كان بيقدس الحياة الأسرية ، قوله النهاردة الذكرى السنويّة لطيبة الذكر خالتك فوزية. ولو فنان شاعر أو رسام قول بس "جاهين" هتلاقى دموعه ملوّ العنين... ممزوجة بشبح ابتسام مليان حنين. ولو ليه فى النقد والأفلام قول برضه نفس الاسم السابق ذكره... هايجى فى فكره المخرج الولهان.
ويفضّل استخدام الاسم السابق –"جاهين"- علشان لو حصل ألتباس فى ميول زميلك الفنية... هاتبقى بالاسم ده كدة كدة مرضيّة.
أوعى تحس بالذنب لحظة أنك عيطت زميلك... دا أنت قدمتله جميل بالمجان.... كده هيلاقى حجّة لما يرجع البيت للمدام ، وتسأله على ميّة وحداشر اللى بين حواجبه... أو الخرس الزوجى اللى بقاله قرن من الزمان... وليه مشكرهاش على عمايل إيديها... وليه مذاكرش للواد اللى عنده بكرة امتحان.

#وأنت فى البيت خلّلى إيديك على ريموت الدش... واحفظ أرقام قنوات الأخبار.... أول ماتهرب منك الدموع أنهار...افتحها.
بنسبة تسعة وتسعين فى المية هتلاقى قدامك منظر يسبب –مش بس الدموع- لأ.... انهيار. صور أطفال أطرافهم مقطّعة أو ملاك اسمه ندا فى إيران بيموت ع الهوا... مجاعات وفيضانات... عطش وجوع وقتل وحروب... جثث مرميّة فى الشوارع متكفنة بالدم والتراب ، وعنيها برعب مبرقة.
ماتقولش حاجة... كل اللى هايشوف المشاهد هايشكر الفرصة ، علشان يعيط بحرقة غير مفتعلة... كان نفسه من زمن بس مش لاقى سبب وجيه... ولاقاه أخيرا بضغطّة صوباع سعادتك على زرار.... ماتحرموش.... وهات النشرة والموجز وآخر الأخبار.... عيّط وسيبه يعيّط.... فرصة من غير ماحد يتهم حد بأنه "بسكوتة" أو "حساس" و "رقيق".

#"بتحس" أو "رقيق"..... اتهامات بشعة أوعى تلبّسك... حاسب ودافع بكل طاقتك لحسن من بعيد تلمّسك . بقت فى الزمن ده مرادف لــ"عبيط" و "أهبل" و "محتاس".... "ضعيف" و "مدّاس".
أوعى تتمسك بتعيط على أحد المشاهد الرومانسية... أو القصص اللى بيموت أبطالها بأمراض مستعصية... أو سرحان وسرحانة دموعك مع أغنية. أوعى تنسى نفسك قدام كلب جربان فى الشارع... أو قطة فرماها عربية ، وأولادها المغمضين ملمومين حوالين جثتها مش فاهمين... بينونوا مزعورين.
أو تعيط على طفل حافى فى عز البرد ع الأسفلت بيبيع مناديل فى إشارة ، والناس قافلة القزاز ومش سامعين نداه الضعيف.
أو بنت صغنونة الضرب معلّم على جسمها... بتمد إيديها تشحت والدم لسة مانشفش على كمّ فستانها القذر.... المقطّع زيّها.
أوعى تتقفش بتعيّط زعلان على حال البلد... أو صعبان عليك ولد الظلم دبحه ، وماعندوش فلوس ولا نفوذ تنشله ن نار بتكوى كل يوم الصبح جرحه ، وماصرفولوش مع البطاقة وتصاريح القهر..... تصريح يعيط... ممنوع!

#أنت ماتعرفش؟؟....دا قانون من زمان مسنون... ومعاه ألف نص ونصل من السخرية والاستهزاء والاستنكار والقسوة والتجاهل مسنونين...
أيوة قانون بيصطاد كل اللى بيعيطوا ، وبيلخبطوا مزاج الناس. ياعم "فكّك".... "كبّر".... "عيش". دى الدنيا غابة حتى الديابة دلوقتى مالهاش فيها فرصة. لأ مافيش.... غير للبنى أدمين للى عندها قدرة تدوس على البنى أدمين من نفس فصيلتها.

#دموعك أكيد ليها أسباب..... أنساها.... ولو إن حتى لو نسيت دموعك مش هاتنسى.... حتى لو قسيت.... دموعك صعب تقسى.
أقولك !!!!!!!....... ده عصر العلم والتخصصات الطبيّة.... خلّى لجريان دموعك أسباب عضويّة.... ألتهاب فى الجفون أو قطع فى العدسات الملزوقة ع القرنيّة.... عيّط براحتك... عيّط قوى.... وقولهم أصل العدسات دى مش مصنوعة بذمة... طلعت من أنواع رديّة.... حطّتها فى عينى أطراف صوابع بتنقّط قسيّة ، محتاج لقطرة حنيّة.......لأ ماتفهمونيش غلط ، مش لروحى طبعا.... أقصد لعنيا.

الثلاثاء، 14 يوليو 2009

اهتمام(اللى بيتخنقوا..يمتنعون)ادينى قلت


استيقظت تكاد تختنق، الرطوبة حولتها لجسم لزج والعطش يعذب حلقها.... انتفضت جالسة تحاول أن تتنفس وامتدت يدها لتشعل "الأباجورة" التى بجانب سريرها.... رفعت عينها لمكيف الهواء فلم ترى تلك النقطة الخضراء الواهنة... من أطفأه؟!بالتأكيد لا أحد.... فهى تعيش وحدها فى هذه الشقة الفاخرة الواسعة، خمنت..... ربما انقطعت الكهرباء أثناء نومها ولمّا عادت لم يعد المكيف تلقائيا للعمل.

أشعلته وهمت أن تقوم من سريرها لتشرب. التقت عيناها بعينىّ الدمية الجالسة على طرف سريرها ...ابتسمت "هل ضايقك الحر أنت أيضا... أتريدين أن احضر لك ماء بارد؟". انتظرت برهة كأنها تنتظر جوابا... ثم ضحكت ضحكة قصيرة وقامت.

تذكرت كيف أهدتها أمها هذه الدمية وهى فى الرابعة عندما عادت من حضانتها تبكى، كانت تريد أن تكون لها "أخت" كمعظم زميلاتها.... فأحضرت لها أمها هذه الدمية وقالت لها أنها أختها. تتذكر أول صورة التقطت لها مع الدمية، كانت الدمية أطول منها بحوالي شبّر!........... ظلت هذه الدمية "أختها" الوحيدة حتى بعدما أدركت لاحقا أنها مجرد دمية.

سارت على ضوء "الأباجورة" الهادئ باتجاه باب حجرتها، توقفت أمام التسريحة وامتدت يدها لتمسك بإطار الصورة الذى يحوى صورة والدها ووالدتها.....قبل عامين كانت عندما تقوم بفعل مثل هذا..... تشعر بألم فى صدرها ...وتفيض لاإراديا دموعها.... كانت تبكى كل يوم بعدد المرات التى تقع فيها عينها على الصورة، ولم تفكر أن تغيّر مكانها... أما الآن فكلما تنتبه إلى الصورة ترفعها إلى شفتيها تقبلها.... وتسرى فى روحها مشاعر هادئة دافئة... حالة من الحنين والوحشة تستلذها.

أعادت الإطار إلى مكانه وتممت بدعاء لأبويها تطلب لهما الرحمة... تشرب وتعود تجلس إلى فراشها ، من طباعها أنها إذا استيقظت لا تستطيع بسهولة العودة إلى النوم. كم الساعة الآن؟..لاتهتم.. تفكر فى برنامج يومها الذى على وشك البدء ... يوم مزحوم وطويل. تشرد فى لاشئ ..... تسقط عينها على هاتفها المحمول ... تنظر إليه...... تترجاه أن يرن الآن بأى طالب ... ذهنها مشحون وتريد أن تتحدث ولو لدقائق قليلة. يضئ الهاتف ويغنى أغنيتها المفضلة، تلتقطه بلهفة... أبهذه السرعة تكون الاستجابة! ... ولكن يخيب أملها ، كان هذا المنبه... تتذكر أنها استيقظت بدون مساعدته اليوم... تشعر بالخجل وكأن الهاتف شخص لم تستطع أن تضبط أمامه رغبتها.

تنهض برشاقتها المعهودة حافية كما تعودت أن تفعل، تؤمن بفكرة غريبة ...أننا يجب أن نتلامس مع الأشياء قدر استطاعتنا ...ونفهم ن كل لمسة رسالة!. تفتح النوافذ وتزيح الستائر ...تغنى تلك الأغنية التى كانت نغنيها لها أمها وهى توقظها للمدرسة... ولكنها تشرد فتسكت.تتجه للمطبخ وتفكر فى نوع المشروب الذى ستعده... اغلب الناس لديهم مشروب ثابت للصباح ... أما هى فلا ... تحاول كل يوم أن تصنع مشروبا مختلفا ... وتستبعد تماما المشروبات سريعة التحضير... تقول لمن يتعجب من غرابة طبعها "أحب أن أشرب شيئا معمولا باهتمام حتى كفكرة لا أحب أن أشرب مشروبا مكررا يوميا... شئ ممل"!. مرة رأتها صديقتها –التى تعمل معها- تصنع قهوة من نوعين مختلفين من البن، وتضيف حبات تعطى نكهة خاصة فتهكمت "أنت أكثر الكائنات فراغا وراحة بال... الوقت والجهد الذى بزلتيه فى اعداد مشروبك أبزله أنا فى اعداد الإفطار لزوج وثلاثة أطفال"... كان ردها ضحكة مجاملة تزامنت مع غصة فى حلقها اجتهدت أن تبتلعها. تتذكر كل هذا فتقرر أن تعد هذه القهوة المعقدة.تتعثر فى طريقها للمطبخ بطرف السجادة... تشعر وكأنها كلب أليف يلحس بطرف لسانه قدمها ...فترد عليها بابتسامة.

كم تمنت أن تقتنى كلب تهتم به ويهتم بها.... لطالما رفضت أمها هذة الأمنية، لأنها لاتثق فى نظافة الكلاب ، ولما ماتت أمها لم تشأ أن تخالف أمرها حتى لاتغضب روحها...

تصنع قهوتها...تشربها وهى تستمع لموسيقى الراديو وفى يدها كتاب.تدمن قراءة الشعر ، شرط أن يكون كاتبه شاعر راحل!. لاتعرف لماذا لا تصدق الشعراء الأحياء .... تتخيل أن أرواح الشعراء الراحلين تهتم بالقارئات .... أما الأحياء منهم فأرواحهم مع أجسادهم مشغولة فى دوامة الحياة.

تنتهى من القهوة فتغلق الراديو ..تضع علامة فى الكتاب واعيده إلى المنضدة ....وبنفس السرعة والرشاقة التى فتحت بها النوافذ تغلقها.ترتدى ملابسها فى عجلة ، ولكن لاتنسى أدق التفاصيل ....لكل طاقم ترتديه حذاءه الخاص والحقيبة ....خاتم وقرط وعقد ....بل وعطر خاص لكل بضعة أطقم من الملابس!.بشرتها الرائقة النضرة وملامحها الجميلة تجعلها لاتحتاج إلى استخدام الكثير من مساحيق التجميل ، فقط بعض الرتوش الخفيفة لتصنع لوحة متناسقة الألوان مع الملابس والحلى.

تلتقط حقيبة أوراقها ومفتاح سيارتها... ولاتنسى الهاتف المحمول وزجاجة العطر التى استخدمتها اليوم... وأخيرا النظارة الشمسية. تتم عند الباب صلاة قصيرة كانت قد لقنتها لها أمها... تدعو فيها الله أن يحفظها فى يومها ،وأن تسعد برفقة ملاكها الحارس ، تشعر بشعور مميز عندما تتذكر فى تلك الثوانى القليلة أنها لسيت وحدها.تلقى الصباح باسم لحارس العقار وسائس السيارات... ورغم أنها تعانى من حساسية فى عينيها من الشمس إلا أنها ترتدى النظارة الشمسية فقط أثناء القيادة... تؤمن أن تحية الصباح –وأى تحية- تخرج من العين قبل الفم لذا لاتستخدمها طالما ستقابل بشر وجها لوجه.تقود حتى المصرف الذى تعمل به... تركن السيارة بسلاسة ...تنزع النظارة الشمسية وتدخل المصرف بخطواتها الأنيقة الواثقة. تحيّ كل من تقابله فى طريقها من عملاء وعاملين حتى تصل إلى مكتبها ...تجلس بسرعة وتلقى بما فى يدها على المكتب .... تخرج منديلا ورقيا لتمسح عينها التى أتعبتها الشمس.تفتح الحاسب الآلي الخاص بها وتفتقد صندوق البريد الألكترونى الخاص بالعمل.... رسائل تذكّرها بجدول أعمالها اليوم والعملاء المفترض حضورهم.......و...... رسائل تهنئة بعيد ميلادها... كانت قد نسيته تماما... أنها الأسبوع القادم....رسالة وارده من مدير المصرف –تراه الآن من خلال الزجاج الفاصل بين مكتبه ومكتبها- وباقى الرسائل من المديرين الأجانب فى ثلاث دول أخرى. تبا لتلك النتائج الالكترونية.... بالتأكيد لم يكلفوا أنفسهم عناء أرسال هذه الرسائل ..... والأكثر تأكيدا أنهم لم يتذكروا عيد ميلادها .... كل شئ الآن يحدث الكترونيا. تمسح الرسائل دون أن تفتحها ...فبداخلها كروت إلكترونية تحوى ورودا وحلوى وأمنيات وأغنيات...... كلها الكترونية.تتناسى عيد ميلادها الآن "مازال الوقت مبكرا لأفكر فيه".

تبدأ العمل... تنخرط تماما فى العمل ساعات متواصلة دون أن ترفع رأسها من على الشاشة المضيئة ، حتى تخرجها من اندماجها الكامل دقات على الباب... "ادخل"... يدخل موظف من المختصين باستقبال كبار العملاء يذكرها بموعدها مع المدير المالى لأحدى الشركات الشهيرة... وهو ينتظر فى الخارج... ترد بسرعة وحماس أن يدعوه للدخول.. يغادرها... تخرج من حقيبتها مرآة صغيرة وتعدل من وضع خصلة شعرها بحركة تلقائية... تلتقى عيناها بعينيها فى المرآة ...تنتبه.. تخفض يدها التى تعدل شعرها ببطء "مالك مهتمة به هكذا؟".... "مهتمة به؟!!! أبدا".... "لا...أصبحت تنتظرين زيارته فى الأيام التى يأتى فيها للمصرف". "أبدا أبدا... اهتمامي به كأهتمامى بأى عميل.." ..."عميل!.... وهل ضرورى أن تتأكدي من جمالك قبل ملاقاة العملاء ؟" تضم حاجبيها بغضب "أجل ...أنا أمثل المصرف"..ترى عينها فى المرآة وقد برزت منها سخرية "ولكنّ المصرف لا يشترط أن يراك العميل.....أنثى!".

يدق الباب بطرقات هادئة وترى يد الباب تدور..فتلقى المرآة على الأرض تحت المكتب بحركة سريعة لاإرادية... يدخل العميل يسبقه عطره الباريسى.. وتنهض فى حركة تلقائية لأستقباله... تمد يدها بالسلام .. تشير إليه بالجلوس ...يتبادلا التحيات فى سرعة.يأتى يومان –بحكم طبيعة عمله المباشرة مع المصرف- إلى مكتبها ،هى أيضا المسؤلة عن مزاولة الأمور الخاصة بالشركة التى يمثلها. يتحدثا فى أمور العمل بسرعة تميز طبيعة العمل يتبادلا أثناءها الأوراق والملفات... تسقط منها ورقة على الأرض فتنحنى لتحضرها... ترى المرآة... تتذكر حوار المرآة السابق لدخوله... ترفع رأسها وقد امتقع وجهها ، تهتز يدها بحركة عصبية تلازمها عندما تضطرب... يلاحظ ... يسألها هل هناك خطب الما؟ ... ترد بسرعة بــ"لا" .... يقترح أن يكملا بعد استراحة الغذاء ... تؤكد وهى تنظر فى الأوراق متحاشية النظر فى عينيه أنها بخير ...فيكرر عرضه ويضيف أنه يفضل أن يكملا بعد الاستراحة لأنه يريد أن ينهى أيضا العمل الخاص بالأسبوع المقبل.. تسأله فى اهتمام وقلق واضح "لماذا ألن تأتى الأسبوع المقبل؟" .... يرد بابتسامة ودودة "للأسف لا...سأكون فى أجازة" .... تحاول بكل طاقتها أن تخفى ضيقها ،وتبتسم كأنها تطوّع صلب "أجل الجو خانق جدا ...بالتأكيد ستذهب إلى مصيف..". يرد بنفس الود والابتسامة "فى الحقيقة لا... ولو أنى كنت أود ...لكنّ الأسبوع القادم لدى مناسبة خاصة"، تهز رأسها وتكتم بأقصى قوة فضولها... يلاحظه فيستطرد "خطبتى الثلاثاء القادم" ، ترد "مبروك".

يستأذن فى الانصراف على أن يلتقيا بعد استراحة الغذاء. تنحنى بسرعة وتنظر فى المرآة دون أن ترفعها من الأرض "أرأيت لقد قلت له مبروك... هل كان هذا سيكون ردى لو كنت مهتمة به؟"، لاترى الرد فى المرآة ...فدموعها سقطت على سطحها لتشوّش الرؤية. ترفع راسها وتمحى بهلع آثار الدموع فى عينيها....

تجلس طول مدة الاستراحة شاردة ... حتى أنها لا تشعر بأنتهاءها.... ولم تلاحظ أيضا أن المدير لم يغادر مكتبه هو الآخر ، ولم يتوقف عن أن يلاحظها بنظرات خاصة جدا بين الحين والآخر من خلال الزجاج الفاصل بين مكتبه ومكتبها.يعود –العميل- بعد استراحة الغذاء ويكملا العمل. كانت تعانى من تعب حقيقى ... فلم تكن معتادة على قضاء وقت الاستراحة فى المكتب المغلق ... كانت تخرج للهواء تجدد نشاطها وتتناول أنواعها المفضلة من الحلوى التى تمدها بالطاقة لتكمل باقى اليوم....اعتذر لها إن كان قد أثقل عليها .... فنفت تماما أن يكون هو السبب. أنهت أوراقه بطريقة آلية خلت حتى من ابتسامة العمل العادية. استأذن فى الأنصراف ... هنأته بالخطبة مرة أخرى ...وانصرف....

لأول مرة تتمنى أن تترك العمل قبل المواعيد الرسمية... دائما ماكانوا ينبهونها إلى المعاد ، أما اليوم فتشعر بثقل الوقت. تلهى نفسها بعمل أخر على أمل أن تكسر الملل ، وكالعادة تندمج وتنهيه .... تطبع الأوراق وتنهض لتعرضها على المدير .... تدق الباب وتدخل ... منصبها يعفيها من المرور على "سكرتيرته" التى تحمل كل عيوب "السكرتيرة" وكل مزايا المرأة.يحيها أول ماتدخل بــ"كل سنة وأنت طيبة" ...لم تكن تتوقعها أبدا ... تتسمّر مكانها فى منتصف مكتبه ملامحها الرقيقة لاتعير عن شئ.... يضحك بحياء... ويعتذر إن كان احرجها. تستعيد الاتصال بملامحها فتبتسم ابتسامة مجاملة وتشكره... ثم مباشرتا تضع أمامه الأوراق وتشرحها برعة وحِرفيّة ... يبدو وكأنه غير مهتم ، رغم أهمية المشروع وحجم رأس ماله... وعندما تنتهى وتنظر إليه منتظرة تعقيبه. يأتى غير متوقعا على الإطلاق كالتحية الأولى "كيف ستقضى عيد ميلادك؟" ...تشعر أنها تتحدث لغة غير مفهومة ...أو هو كذلك... تفقد الاتصال بملامحها مرة أخرى ...يلاحظ فيغيّر الموضوع مخفيا قدرا لابأس به من الإحراج ...يتحدث عن المشروع وتفكر هى فى مغزى سؤاله. لمّا كانت تتكلم هى كان هو يفكر ولا يسمعها .... والآن تفعل هى نفس الشئ. ينتهى من حديثه ، تدرك هى من اختفاء الصوت الذى كان خلفية لتفكيرها. تسحب الورق من أمامه ، تبتسم ابتسامة العمل وتستأذن بالانصراف ...تنصرف دون أن تسمع رده.

تعود لمكتبها تجمع أشياءها وترتب أغراضها لتغادر.... لاتنظر للساعة ستغادر على أى حال .... لايمكن أن تجلس فى مكتبها الذى يفصله من مكتب المدير فاصل زجاج... تشعر أنها تحتاج أن تذهب إلى كوكب آخر ليس هو فيه لتفكر بهدوء فى الدقائق السابقة.تقود فى اتجاه "الكازينو" المفضل على النيل. لاتريد العودة للمنزل الآن... "سأتناول غذائى فى الخارج". طول الطريق شاردة.....فى لاشئ.... فقط تعبر أمام عينها صور لأشخاص كأنها صور لبطاقات شخصية ... رسمية جدا وبلا مشاعر.تنتبه أنها وصلت...تحمل أشيائها وتنزع نظارتها الشمسية تلقائيا .... تخرج من السيارتها ثم... ترتدى نظارتها الشمسية بعصبية! تعرف لماذا تصرفت هكذا ، ولكنها لاتريد أن تناقش مع نفسها الآن. تجلس فى تلك المنضدة المعزولة كالجزيرة ،التى طالما جلست عليها "معه".... كان هذا أيام الجامعة.... من سنوات لاتريد أن تذكر عددها ، فلتبقى "سنوات" حتى تظل لآخر العمر "سنوات" ولاتشعر أنها تبتعد كثيرا مع مرور الزمن... تطلب مشروب الفاكهة الذى كان يحبه وتطلب وجبتها المفضلة التى كان لايحبها. كان يقول لها أنها عنيدة وغريبة حتى فى طعامها... تحتاج جدا أن تذكّر نفسها بهذا الآن ...إنها عنيدة... تشعر أنها مخفية عن الأعين لأنها ترتدى النظارة الشمسية ...تسأل نفسها "هل لو بكيت الآن سيرى الناس إني أبكى؟".... تصل الوجبة.... تلتهمها بسرعة ...أنا عنيدة ...أنا عنيدة.

لو كان أبواها وافقا على ارتباطها به ما كانت ستظل عنيدة. كانت تبحث عن من تقدم له قوة شخصيتها قربانا ...وتستمتع بالضعف الذى طالما اشتاقت إليه.... رفضاه لفارق المستوى الأجتماعى والمادى ،ولم يعلما أنه الكاهن الأخير الذى يعرف كيف يُصعد قرابينها... رفض بنبل ورفضت بكرامة إلا أن يخضعا.... تتذكر آخر لقاء كان هنا ...تصافحا وهما يبتسمان كأنههما قائدان مهزومان فى معاهدة سلم. ولم تعد لهذا المكان إلا بعدما علمت أنه هاجر لدولة أوروبية ....فى نفس اليوم جائت وهى واثقة أنها لن تقابله ... جلست وطلبت عصيره ووجبتها.... ولم تعلم أنه فعل نفس الشئ قبل أن يتوجه للمطار مباشرتا. انقطعت أخباره من يومها.

أنهت غذائها فكرت فى الخطوة التالية... كان لديها موعد مهم فى إحدى الجمعيات الخيرية التى تنتمى لها كعضوة بارزة ونشيطة ...لاتريد أن تذهب ...وسوف لا تعتذر "أليس من حقى أن يأتى علىّ ظرف طارئ كباقى البشر!" ...تغلق هاتفها .... تخرج الحساب... ترى كوب العصير... لقد نسيت أن تشربه... تقربه لشفتيها ثم تُبعده ... تتركه وتذهب.

تقرر أن تتسوق ... "سأشترى هدية عيد ميلادى"... "كيف سأحتفل بعيد ميلادى؟" ... "هل أقيم حفلة بيسطة لصديقاتى؟..... لا.... احن بشدة لهن .... وأتمنى جدا –واعلم أنهن يتمنين أيضا- أن نجتمع...، ولكن إذا دعوتهن ستأتى كل واحدة بزوجها أو خطيبها ...وربما أولادها... ساعتها ستصبح حفلة عيد ميلادى نادى اجتماعى. وجود الرجال فى وسط الصديقات يفسد كل شئ!.

تركن سيارتها ...تضطر إلى نزع نظارتها الشمسية ، الشمس تغرب ...ومنظر شاذ أن ترتديها ليلا. تنظر فى رفوف العرض لمحلات التحف ...يلفت نظرها شمعدان على شكل قلب يطفو على سطح سائل ملون فى كأس ...يعجبها... تشتريه.... تطلب من البائع أن يغلفه كهدية ،يسألها إن كانت تريد كتابة كلمة معينة عليها؟... تسرح ،ثم تبتسم وتقول "نعم"... "سيظل هناك من يحبِك بصدق". يتعجب أنها صاغتها لمؤنث ...الهدايا الرومانسية يشتريها الرجال للنساء... والعكس. ثم يبتسم برضا أنه "مازالت هناك صداقة رومانسية بين امرأتين".

تضع الهدية فى السيارة وتتجه لمحل ملابس... تقرر أن تشترى فستان سهرة... تختار واحد ... ترتديه فى غرفة تبديل الملابس... وتخرج لتنظر فى المرآة التى فى ساحة المحل.... كل الناس يخرجون من غرفة الملابس ليستعرضوا ما ارتدوا أمام من ينتظرهم خارجها...يسألونه عن رأيه. لاأحد معها ولكنها خرجت ...تلف أمام المرآة ...تتجه إليها البائعة ،تظهر اعجاب مصطنع بقوامها الفرنسى ،وتصيغ فى لهجة الصديقة أن لون الفستان مناسب جدا لبشرتها. تعرف أن هذا عملها وأنه فن البيع الذى طالما تدربت عليه مع الزبائن.... ولكنها أرخت فطنتها وصدقتها...تسألها "هل هو لمناسبة معينة؟" تجيب وقد كانت تنتظر سؤال عبقرى كهذا "نعم... عيد ميلادى"... هنأتها البائعة وعرضت عليها أنواع غالية من الحلى تجعله أكثر أناقة وجاذبية. تعرف أن هذا أيضا فن بيع ...ولكنه ليس بلا مقابل فلماذا لا تستمتع به؟... فى السابق كانت تقرر ما ستشتريه وهى وحدها فى غرفة التبديل، ولكنها اليوم تحتاج مشاركة ،وستدفع ثمنها برضا. تشترى الفستان والحلى. تركب السيارتها وتقود بسرعة. لاتطيق أن تنتظر ليوم ميلادها... ستحتفل اليوم!. تشترى "تورتة" كبيرة مزينة فى الطريق.

تجد صعوبة فى وضع مفتاح الشقة فى الباب وهى تحمل "التورتة" والفستان والحلى والهدية... تفتحه أخيرا.... تضع التورتة على المنضدة وتسرع إلى حجرتها لترتدى الفستان.... ترتديه والحلى أيضا... تجلس إلى التسريحة تضع المساحيق بعناية وتعدل من تسريحة شعرها... ترى فى المرآة الدمية "أختها" جالسة علىالسري تنظر إليها ...تسرح... ثم تحول عينها إلى صورة والديها أمامها... وتسرح ثانية. تنتبه على صوت الهاتف...تنهض وتجلس على السرير بجانب "أختها" وترد. "آلو؟".... "آلو ...أسف على الأتصال متأخرا فى المنزل... ولكن هاتفك المحمول مغلق....و......" أنه المدير!... لأول مرة يتصل بها فى منزلها ،تصدمها المفاجأة فلا ترد بأى شئ "أسف مرة أخرى.... كنت فقط أسأل.... إذا لم تمانعى... وإذا لم تكن لديك ارتباطات أخرى... أنه مجرد أقتراح... أنت تعلمين إنى أكنّ لك كل احترام... اعلم أنك سوف لاتسيئين فهمى..." ..."فى ماذا!!!" .... "أرجو أن تقبلى دعوتى لأحتفل معك بعيد ميلادك...... فى مكان عام". تصمت ويصمت.... يطول الصمت على الطرفين.... "هل قرأتى الرسالة التى أرسلتها لك فى بريدك اليوم؟" ...لاترد أيضا.... من غير المناسب أن تقول له أنها ألغتها دون أن تفتحها.... "آسف لو ضايقتك ....اعتبرينى لم أقدم عرضى ... ولكنى كنت أريد......"..... "هل لازلت على الخط؟". تحاول أن تخرج صوتها لترد.... تشعر أنها تحاول تشغيل جهاز مكهّن من قرون "نعم... ولاداعى للأعتذار....شكرا على أى حال.... ولكنى سأحتفل مع عائلتى". لم تعرف لماذا ردت هكذا ... ووصله الرد رفض صريح... اعتذر لأخر مرة وتمنى لها عيد ميلاد سعيد...... وأغلق الخط.

تترك السماعة مفتوحة.... تنهض إلى التسريحة ...تحضر الهدية التى أشترتها وصورة والديها... تضع الإطار بجانب الدمية وتضع الهدية بين يديها...تخرج وتحضر "التورتة" ، تضعها على السرير بين الدمية والصورة، ووبينها.... تدمع عيناها..."أنا لست كاذبة...ها أنا احتفل مع أسرتي" ...تغنى أغنية عيد الميلاد ... تقبل الصورة والدمية ، وتأخد منها الهدية... تمزق غلافها ...تبدى اعجابها بالهدية... وتشكر أختها.... تشعل القلب السابح على سطح المياه الملونة... تلتفت إلى الغلاف الملون الممزق ... تقرأ... "سيظل هناك من يحبك بصدق" .... تحتضن أختها بقوة وتنخرط فى بكاء مرير طويل.........

(اللوحة لبابلو بيكاسو 1938 )

الثلاثاء، 30 يونيو 2009

شـــــــــــــــــات !


الواحدة بعد منتصف الليل...ترن الثلاثة هواتف المحمولة برنات قصيرة فى تتابع...تسرع صاحبتهن الثلاث كل واحدة إلى حاسبها الآلى...تلك أشارة البدء.
صديقات الجامعة الثلاث يقدسن وقتا أسبوعيا "للشات" .... جمعتهن غرفة واحدة أربع سنوات الغربة والدراسة.... والآن يجمعن أنفسهن مرة أسبوعيا فى غرفة حوار الكترونية.... سهرة تمتد دائما بهم إلى الفجر وأحيانا قرب الظهر ، دون أن يشبعن أو ينتهين من الحوار.
تُحضر "ماجى" طبق الحلوى ، تضعه بجانب حاسبها الآلي فى حجرتها الخاصة بها وتنتظر دخول الأخريتين.
تأتى "توتة" بفنجان القهوة العاشر فى هذا اليوم وتعود إلى حاسبها المحمول تستكمل عملها ...تنتظر بدء الحوار ....لديها ضغط رهيب فى العمل ،لذا ستستكمل العمل أثناء "الشات" ....ولكنّ الأولوية "للشات"
تلقى "سندريلا" بجسدها على مقعد الحاسب تغيّر صورة الخلفية لشاشة الجهاز.... وتنتظر بنفاذ صبر صديقتيها ..... أول مرة تشعر بكل هذة اللّهفة لبدء المحادثة.
يجدن بعضهن بسرعة ....يختفين عن أعين باقى الأصدقاء الموجودين أمام حواسبهم .... يضعن وضع الغير متصل ويفتحن غرفة حوار.

ماجى: هاى
سندريلا: هاى
توتة: هاى

"ماجى" اختارت أن تدخل باسمها الحقيقى فضاء "النت" . أعربت بصراحة –استقبلتها صديقتاها بتفهّم- أنها ترى "ميوعة" فى الأسماء المستعارة التى تختارها البنات .... وكما أنها لم تقبل أن يناديها أحد زملائها فى الجامعة بــ "جوجة" اسمها الحركى بين صاحباتها .... فلا يعقل أن تضعه اسمها الأول ليناديها به كل من يعرفها معرفة سطحية أو رسمية.
"توتة" طفلة تخطت العشرين ببضع سنوات ...لايستطيع كل من يعرفها إلا أن يراها "توتة" ، الاسم الذى تناديها به أمها من الطفولة وحتى اليوم ...حتى فى العمل أصبحوا ينادوها به! يشعرون أنها أختهم الصغرى المسؤلة منهم جميعا ..... ويحبونها وهى تميل برأسها للخلف وتضحك ضحكتها الشهيرة.... "توتة الحبّوبة" ...تحب الجميع وتتفانى فى خدمتهم بطريقة كانت تدهشهم ثم تعودوا عليها ، ثم اعتبروها أمرا عاديا مسلما به.
"سندريلا" يظن الجميع أن اسمها هذا لجمالها الذى يشبه شخصية "سندريلا" فى فلم الرسوم المتحركة الشهير .... ولكنّ "توتة" و"ماجى" فقط من تعلمان سر الاسم . كانت تقول لهن أنها تشعر كل يوم وهى آتية إلى الجامعة وتعرف أنها ستقابله ، كأنها سندريلا ذاهبة للحفل لملاقاة الأمير ....وتشعر فى نهاية اليوم بعد عودتها ....... أنها ستجده يقرع باب سكن الطالبات حاملا –بدلا من حذائها المفقود- كشكول المحاضرات الذى يستعيره يوميا منها وينسى بداخله عامدا ورقة فيها شعر من تأليفه عن "سندريلا" ! .

ماجى: أزيكم وحشتونى جدا
توتة: وأنتى ياماجى وحشتينى موت
سندريلا: عاملين إيه ياتوتة أنتى وماجى؟

"ماجى" لاتعمل .... رفضت أن تعمل إلا فى مجال دراستها ، ولأنه لايوجد وظائف فى محافظتها ، لا فى هذا المجال أو غيره .....فهى تعانى من ملل قاتل ، يقلن عليها "دماغها كبيرة" لأنها عملية جدا وجادة جدا .... ترددت أن تقبل أكثر من وظيفة لاتناسب طموحها ، لكن كل مرة كان يمنعها كبريائها من استلام العمل . تقدّم لها "عريسان" على طريقة "الصالونات" ورفضتهما.....ضد مبادئها أيضا أن "تُعاين" كبضاعة ، وتتزوج شخص لايردها "هى" لشخصها.

توتة: أنتى وحشة ياماجى طب أنا الشغل عاصرنى 24 ساعة لكن حضرتك قاعدة فى البيت هانم...مش بتسألى علىّ ليه؟ ولاحتى تليفون يابخيلة؟؟؟؟؟
سندريلا: ماأنتى عارفى ماجة ياتوتة...تلاقيها بتقرا.وشغالة تكتب مقالات سياسية....هى اللى زى ماجى دى تفضى أبدا. دى دماغها شغالة من غير ماتفصل

تتنهد ماجى بعمق.. لو تعلمان كمّ الفراغ الذى تحيا فيه ..... كانت تتمنى أن تنتهى من الدراسة لتتفرغ للثقافة والقراءة والكتابة.......ولكنها اكتشفت أنها كانت تقرأ أيام الدراسة أضعاف ما تقرأ الآن ........الملل يقتل بداخلها كل هوايتها وأفكارها التى كانت تلح عليها ليالي الامتحانات ،بل وأثناءها !.......

ماجى:ياستى حقك علىّ أنا غلطانة....أنتى عاملة إيه فى الشغل ... متوقعة إنى ألاقيكى فى التشكيل الوزراى الجديد.... مش كدة يابنتى صحتك
سندريلا: أنتى وصلتى لإيه ياتوتة دلوقتى مدير عام؟ بجد مش بعيد ما أنتى بتترقى كل أسبوع.........

ترشف "توتة" القهوة وتفكر .... كنت أتمنى أن أكون مثل "ماجى" .... حرّة أمارس هواياتى ....سعدت جدا بعملى ووجدت ما أبحث عنه من تشجيع فى كلمات زملائى ومديرينى .... تحديت نفسى وبذلت ماهو فوق الطاقة ... وكنت أشعر بمتعة النجاح واستطعم حلاوة التشجيع. والآن اختنقت بالخيوط الحريرية ..... صار عملى يستنفزنى أثناء فترات العمل وبعدها .... بل واحتاج أن اُوجد ساعات بين ساعات اليوم حتى أكمله ...ضغط لا أعرف إلى متى سأحتمله ...فقدت المتعة وأصبحت أبحث عن منفذ فلا أجد ....استمر مع أنى لا استطيع الاستمرار ،ولكنى أيضا لا استطيع الانسحاب.

توتة: مدير عام مرة واحدة! لا ياسندريلا مش قوى كدة... وعلى فكرة ياماجى "صحتك يابنتى مش كدة" بيقولهالى عم عبده فراش الشركة لما يلاقينى بشتغل حتى فى وقت الراحة.
ماجى: طب تمام.... أديكوا اكتشفتوا مستويا الأدبى وصل لفين ...عم عبده فراش الشركة.
سندريلا: ياماجى العفو دا أنتى هاتنافسى هيكل بعد كدة
ماجى: وأنتى ياسندريلا أزاى الأمير........ (ترسل وجه يغمز)
توتة: (ترسل وجه يغمز) آه ....أحنا فى دنيا وأنتى فى دنيا تانية ياهانم ..... قوليلى لسة بيستلف منك كشكول المحاضرات (ترسل وجه يضحك)
ماجى: (ترسل وجه يضحك)
سندريلا: (ترسل وجه خجلان)

كانت تنتظر أن تبدأ الحوار معهما لتحكى لهما عن كل ما حدث اليوم ...لقد تركت له "الدبلة" ...... وعادت إلى المنزل وحدها!.... أجل انتهى كل شئ اليوم ...... لم تخبر أحد فى منزلها ، كانت تريد أن تحكى "لتوتة" و "ماجى" أولا..... وأيضا لم تكن تعرف كيف تبلغ أسرتها وماذا ستقول لهم.... صارحها أن أمه تفتعل معه المشكلات وتصب عليه غضبها لأنها لم تكن موافقة على هذة الخطبة من البداية ..... لم يعجبها أن يرتبط بزميلته فى الجامعة التى تكبره بشهور ..... تريد من هى أصغر منه.
لم تدعه يكمل ....شعرت بحرج عميق فى كرامتها .....بهدوء نزعت الدبلة وتركتها على المنضدة أمامه ومشت. لم يحاول اللحاق بها ....كان قد قرر نفس القرار ، ولكن ليحفظ لها ما يمكن أن يحفظه من كرامتها أعطاها الفرصة لتأخذه.
والآن تكتفى بوجه خجلان!.....لماذا لم تحكى كل شئ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

توتة: أنا هاخد أجازة قبل فرحك بأسبوعين إنشاالله تنطبق السما على الأرض... وهاجى أساعدك
ماجى: هو أمتى الفرح ياسندريلا؟ حددتوه ولا عاجبكم الحال كدة؟ (ترسل وجه آخر يغمز)
سندريلا: لأ........ سبكم منى دلوقتى أنتوا ناويين على إيه؟ فى حاجة جديدة الفترة الجاية؟.....

تفكر "توتة" أتمنى أن اجمع مابين حياة "ماجى" و"سندريلا" ...... أشترى نفسى ، وأجد الحب . العمل دوامة تغرقنى..... لا استطيع الأستمرار.
تفكر "ماجى" كبريائي أذلني ..... حولنى لــ "ست بيت" أتمنى أن ألقى بنفسى فى جو المغامرة الذى تحياه "توتة" ...... وقصة حب كالتى تحياها "سندريلا".
نفكر "سندريلا" علقت كل حياتى على الحب فسقطت ....خسرت كل شئ ..... آه لو احيا بحرية "ماجى" أو نجاح "توتة".
يطول الصمت فى غرفة الحوار..........

ماجى: أنتوا نمتوا ولا إيه؟
توتة: الشغل مش راضى يخلص هاتعفرت
سندريلا: أنا كنت عايزة اقولكم على حاجة......
ماجى: خير...
توتة: فرحينى بالذمة بقالى مدة مافرحتش.....
سندريلا: لأ مافيش بهزر معاكوا
ماجى: ياغلسة
توتة: بجد كان نفسى أكمل معاكوا ..... وكان نفسى الشغل يخلص ...... بس دماغى هاتولع ........أنا هاقوم بقى........
سندريلا: وأنا كمان مرهقة جدا ........ بس مش عايزة أسيبكم
ماجى: آه .........وأنا المستريحة اللى فيكوا ....طب قومى أنتى وهى..... وأنا كمان ورايا حاجات فى البيت
توتة: باى (ترسل قبلات وقلوب)
سندريلا: باى
ماجى: باى

تغلق كل منهن غرفة الحوار ولكن لا تغادرن حواسبهن!

تفتح "توتة" موقع ألعاب! تترك الشغل.... غدا ستقدم استقالتها وتسافر لخالتها حتى لاتضطر لإجابة التساؤلات.... يوم أخر فى هذا الضغط وستفقد عقلها ويموت مرحها للأبد ......... وكما قال "عم عبده" و"ماجى" ........ "صحتك يابنتى مش كدة".
تنخرط "سندريلا" فى البكاء ..... الآن فقط بعدما أضاعت فرصة أن تحكى "لماجى" و"توتة" تشعر بحجم الصدمة ....تدخل على موقع لحل المشكلات العاطفية وتبدأ فى صياغة قصتها.
تُقلّب "ماجى" بلا مبالاة فى المدونات ومواقع الرأى .... تتعجب من أن الناس يجدوا فى أنفسهم الحماس ليكتبوا كل هذا الكلام ..... وآخرين يجدوا حماس آخر ليتفاعلوا معه ............ من أين يأتي الحماس؟؟



الخميس، 18 يونيو 2009

عـن القـلـب الـزجـاج



منذ أن وعيت إلى حياتى...
وعرفت أنى ادعى "انسانة"...
وعرفت أنى أملك قلب...
قالوا لى أن أكون حريصة جدا...
لأن قلبى ليس كمثل باقى قلوب البشر...
فأنا وأختى ولدنا بقلب مختلف...
قلب زجاجىّ...
حذرتنى أمى وهى على فراشها تحتضر...
وكنت وقتها طفلة صغيرة لاأدرك...
قالت لى...
"يا أبنتى احترسى أشد الحرص لقلبك...
فهو من زجاج رقيق جدا...
إياك وحرارة الشوق الملتهبة...
وإياك وبرودة الحزن والوحدة...
كلتاهما ستحدث شروخا فى قلبك...
لا تسلمى قلبك لأحد...
فربما أسقطه...
أو بجهل صدمه...
ساعتها سيتفتت ولا شفاء...
ولا تملئيه بالأشياء والناس...
فقد لايحتمل..
وإياك أن تثقى فى قوته...
فتسافرى...
وتغامرى...
وتظنى أنه قوىّ وسوف لايخذلك...
فلو انشرخ ولو شرخ بسيط...
لن تستطيعى أبدا أن تداويه"....
وألتفتت إلى أختى...
وفاضت دموعها...
وقالت " أما أنت فشرخ قلبك كان اختيارك
فكونى بنفس شجاعة قرارك...
واحتمليه...
ليتنى كنت املك أن أنقل شرخك إلىّ...
أن أمتص ألمك واحتضر به...
أموت وتدفنيه...
ولكنك خاطرتى ياأبنتى...
وأخترتى رغم تحذيرى لك...
فكونى كما اردتى...
وحذرى أختك الصغرى...
فربما تستطيعى أن تمنعى عنها وتجنبيها...
مرارة التهشيم"...
وأراحت رأسها...
واستراحت روحها...
أدركت أن أمى فارقتنا...
وكدت أبكى...
ولكن أختى بدأت ممارسة دورها الجديد...
وحذرتنى...
"تدكرى كلام أمك......ولاتبكى"...
ولمّا رأتنى أسرب الدموع من عينى لقلبى...
حذرتنى أيضا...
"لاتبكى بكاء القلب...فهو الأخطر"...
ثم بضيق وعطف...
بنظرة جحدتنى...
فصمت...
عرفت من الحديث الأخير لأمى...
أن أختى الكبرى ذات قلب مشروخ...
ولما صرت أكبر قليلا...
كان هذا تفسيرا لأن أرى أختى كل يوم...
تستيقظ طول الليل ساهمة...
وتجلس ترقب الفجر على حافة النافذة...
أول ما أرى شعاع الشمس...
يكون ذلك اللامع على دمعتها...
تنام وتتغطى بغطاء أسود قبل سخونة الضوء...
لاتحتملها أبدا...
تحضر لحظات الغروب بحبور...
والدموع لاتتوقف أن تقطر من شرخها...
كم صارعنى فضولى أن اسألها...
لماذا الشرخ؟...
ولكنى خفت أن ألمها إذا دعوتها لتحسسه...
حتى جاء يوم...
كانت ليلة مقمرة...
وكانت دموعها الثخينة فائضة...
وكنت مؤرقة...
فكرت ،ما المانع لو سألتها؟...
وسألتها...
ماقصة هذا الشرخ...
ألتفتت إلىّ كأنى صعقتها...
وجحظت عيناها كأنى حية لدغتها...
ندمت بشدة على سؤالى...
خفضت عيناى...
انسكب الندم منهما...
رفعتها فوجدت عينيها تسكب حنين...
صمت...
فتكلمت...
"ياحبيبتى الصغيرة...
كنت اعلم أنه سيأتى يوم وتكبرين...
وتسألين...
عن شرخ قلبى...
ولولا أنك أختى...
ولولا أن لك قلب زجاجى مثل قلبى...
ما أجبتك...
بل ربما عاقبتك...
بل ربما...
قتلتك!..."
بان فى عينىّ خوف...
انعكاس لشراسة ألم فى عينيها...
رأته فأطفأت من احساسها...
أغمضت عينيها للحظات...
فتحتهما فوجدت فيهما ضعف!...
كيف!...
أنها قوية جبارة...
كيف أراها منهارة...
قالت "ياصغيرة...
أنها قصة طويلة...
بدأت يوم أن نظرت لقلبى...
فوجدته زجاج شفاف...
بلور نقى رقيق...
كنت احسد عليه...
ولكنى لم أكن احسد نفسى....
كنت أريد قلبا كباقى الناس...
يحب ويغامر ويسامر...
ولكنى أملك قلبا حساس...
قلبا لايحتمل ذبذبات صوت الكمان...
تمردت...
قررت...
أن اعتبر قلبى من فولاذ...
حملته فى صدرى وخرجت...
خرجت للحياة...
ابحث عن الحب...
ذاك الذى طالما قرأت عنه...
وطالما اشتقت عليه...
حتى ظننت إنى وجدته...
قال لى حبيبى "لما لاتشقى قلبك نصفين...
اصنعى لنا من قلبك البلور كاسين...
نملأهما من الحب ونرشف...
نشرب حتى نسكر..."
وافقت...
بيدى كسرت قلبى...
تألمت...
ولكنى فعلت برضا...
كنت ساذجة...
اعتبرت نفسى ضحيت...
من أجل الحب...
وضعت فى اختبار...
وبحماس أبليت...
وتخيلت...
إنى انتصرت...
للحب.
انتبهت من سكرة الحب الأولى...
فوجدته رحل...
وترك الكأسين مهشمين...
لم يشرب...
تركنى أشرب وحدى...
حتى غبت...
ثم هشم نصفىّ قلبى باستهتار...
استخدم الحب حبر...
كتب لى به رسالة شكر!...
يشكرنى إنى وثقت به...
ويشكرنى إنى-بسذاجتى-سحت له...
أن يكون أول وأخر الشاربين...
لم يكن يحلم أن يشرب فى الكأس القلب...
وبسخرية هنأني على جودة نوع الحب...
مع أنه لم يذقه...
تمنى لى حياة سعيدة...
ولم يوقّع.
لملمت الأشلاء...
بجزع ثبتها...
بكل قوتى حاولت إعادة دمجها...
ولكن القلب الزجاج لايلتئم...
وبقى ظاهر أنه مشروخ...
مع أنه بألف جرح مذبوح..."
لم تستطع أن تكمل أكثر...
كان الألم مزقها تماما...
أشفقت عليها بكل شفقة الكون...
استسلمنا للسكون...
لكنّ فضولى-بالرغم منى- سأل...
"هل كلتانا فقط من تملكان قلب زجاج؟"...
سرحت عيناها الحزينتان من النافذة...
أطالت النظر...
وكأنها أرسلت عيناها لتدور الكرة الأرضية...
عادت وصوبت عيناها فى عينى...
شهقت...
رأيت فيهما أبشع ما رأيت...
قلوب زجاج مشرّخة بآلام كالبروق...
وآلاف مهشمة كصخور بلا قيمة...
آخري مفتتة كرمال الصحارى...
جزعت...
قالت "عندى كلمة أخيرة...
خافى على قلبك ألف مرة...
وخافى ألف مرة أكثر من خوفك على قلبك...
أن تكونى بعمد أو بجهل...
سبب كسر أو شرخ...
قلب زجاج"...
2009-6

الاثنين، 25 مايو 2009

دوامات العيش الحاف


خيانة! اتعشوا من غيرى...رغم إنى اكدّت عليهم يصحّونى اتعشى معاهم..،مش مصدقة أنهم حاولوا يصحونى وأنا ضربتهم بالمخدات والشباشب زى ما بيقولوا....،ومش دليل كافى إن المخدات فى الطرقة وإن الشبشب مازال مفقود.
قمت حافية القدمين والمعدة أدور على باقى غنايمهم بعد ماشبعوا وناموا......................جراد؟!!.....أطباق مطاعم فاضية...عظم فراخ...علب سلطة وطحينة مقلوبة بتدور على غطاها...أو جوة بعض مرتبة حسب الحجم...علب مشروبات غازية كل الأنواع كأنها أتعرضت لأنفجار خلخل الهوا اللى جواها.....جرااااااد!
منظر أطباق الحلّو وعلب جاتوه الفاضية تدل على أنهم بدأوا فعليا فى أكل الأطباق و"عضعضتها" وتوقفوا لسبب الما....أرجح انه سدّة النفس!
خلاص؟ استسلم للغنوة التراثية لعصافير بطنى لحد ماتطلع الشمس ويطلّع معاها البواب بالجرنال أقوله يجيبلى أى حاجة؟ بس الشغل اللى طلبه المدير بكرة لازم يخلص....عليا بالقهوة....الحمد لله أنهم مافكروش يدخلوا المطبخ،ويحيا "الدلفرى"....السكر آخر معلقة.....و......عيش طازة؟!....دا هلوسة جوع ولابجد؟!....لأ دا بجد...أكيد طبعا جه بليل كالعادة بس سقط من معركتهم....ياه احلى عشوة –أو فطار...وإحنا قربنا على الفجر-..قهوة مظبوط و.............
"عيش حاف"

قعدت على مكتبى....قدامى فنجان القهوة وبين صوابعى وشفايفى رغيف العيش.....،أمتع من طعم القهوة.....ريحتها. غمضت عنيّا وبدأت اقطم حافة رغيف العيش زى الفيران....لفيت بين صوابعى رغيف العيش دايرة.... وسنانى بتمسح خط المحيط.... فجأة حسيت أن رغيف العيش بيلف بسرعة....بسرعة جدا ....ماحولتش افتح عينى .....ريحة القهوة كانت خدرتنى ....حسيت من كتر سرعة الرغيف أنه اتحول لدوامة هاغرق فيها ....ريحة القهوة طمنتنى
واستسلمت لدومات العيش الحاف......
***
الدوامة الأولى
"ياه....أول مرة أدرك إنى باكل عيش ، مع أنى بكله كل يوم كذا مرة من غير ما ادرك. ....لو سألت حد اكلت إيه امبارح هايقولك مثلا "فطرت فول... اتغديت ملوخية ...اتعشيت بيض وجبنة"..... مش هايذكر العيش مع أنه كان موجود فى التلات وجبات. ليه مش بنلاحظ وجود العيش ، مع أنه نادرا مابنستغنى عنه؟!"
-أنا بقيت لمراتى وأولادى....بنك....سواق...،أى حاجة غير زوج وأب.
-بحسّ إن بنتى بتجيبلى عيالها أقعد معاهم.....وترجع من شغلها تاخدهم ،وتشوف طلباتى ،وتدينى الدوا......من غير ما تشوفنى!
-بخرج من بيتى الصبح اتنقل من زحمة المواصلات..لزحمة المكتب..لزحمة العمال..مع ذلك الوحدة قتلانى..ومفتقد وشوش البنى أدمين.
-رغم إنى بقالى تلات سنين بمشى كل يوم من نفس الطريق لكن أول مرة أخد بالى إن هنا فى جنينة!
***
الدوامة التانية
"مش عارفة إيه اللى كان زارع فى دماغى إن العيش زى المية....مالوش طعم ولا ريحة!.... مع أنى حاسة دلوقتى إنه ليه طعم .... طعم لذيذ قوى كمان. ياترى باقى الناس زىّ لما ماكنتش "بتذوّق" العيش؟ ولا زىّ وأنا حاسة انه لذيذ؟"
-جوازنا بالنسبة لك مشروع ....زى أى مشروع من مشاريعك ،المهم أنه ينجح ... أنا أو أى واحدة تانى مش مهم ...المهم "زوجة مناسبة".
-المدير بيعدّى كل يوم على مكاتب الموظفين ويطبطب على المهندسين وهما بيرسموا ...،لكن إيده بتبقى ساقعة ومتخشبة.... عرفت أنه بيطبق نظرية فى الأدارة درسها برّة.
-الميس كل يوم بتدخل الفصل تقول أزيكم يا حبايبى وحشتونى خالص .... بس بتبقى مديانا ضهرها وبتغيّر التاريخ على السابورة.
-لما براجع مكالمات التليفون بلاقى إن السلامات والسؤالات اللى فى أول عشر دقايق ممكن نستغنى عنهم ، لأننا مش بنفكر فيهم ولانقصدهم.
***
ا
لدوامة التالتة
"هو ليه دايما العيش سندوتشات أو تغميس؟ ليه نحط فيه حاجة حادقة مثلا واحنا عارفين أنها هاتعطشنا ، أو نحط مربى أو حلاوة وبعديها ندوّر على زتونة ولاحتة طرشى تكسر احساس مضايقنا؟ ليه مانجربش ناكل العيش حاف؟"
-نفسى لما أقابلها بكرة مانتكلمش عن لون قماش تنجيد الصالون واقتراحات صاحبتها للسجاد والستاير ... نفسى عينى تيجى فى عينيها وإيدى فى اديها من غير ما نتكلم.
-أراهنك إن ماما دلوقتى لما تخش تبوسنا قبل ما ننام هاتسأل: حليتوا الواجب كله؟ وغسلتوا رجليكم وسنانكم؟ ويمكن تنسى تبوسنا....
-لما اتعينّا فى نفس الشركة كنا هانموت من الفرحة أننا هانتقابل كل يوم ...دلوقتى حتى قاعدة الشلة آخر الأسبوع اللى كانت وقت صداقتنا المقدس بقت شغل!
-أكّدت على ابنى لازم يكلمنى كل يوم يطمنّى على مشروعه اللى حطيت فيه مكافأة المعاش كلها .... مش بفهم حاجة من اللى بيقوله ....ومش فارق معايا لافلوس ولامشروع .... بس بستنى اسمع صوته.
***
الدوامة الرابعة
"فرق كبير بين العيش الطازة والبايت ...... العيش البايت بارد ،بيفرول ويتكسر .....حوافيه ناشفة تجرح فى الزور .....كأنه موظف قاعد بعد معاد شغلّه الرسمى وبيؤدى دوره من غير نفس. لكن العيش الطازة دافى ...طرى ....كأنه معمول مخصوص علشانك ، ظابط معاد خروجه من الفرن على جوعك لابدرى ولا متأخر"
-مافرقش معايا فى ثانوية عامة الناس اللى جت بركتلى وهدايا النجاح ... لكن فرق معايا قوى اللى كانوا بيتصلوا يشجعونى قبل الأمتحان ،ويطمّنوا عليّا بعده.
-لمّا كلمتنى ليلة عيد ميلادى كنت سهرانة بفكر فى اللى فات واللى جاى .... كنت جزء من تفكيرى وسرقت باقى الليلة لوحدك ،لكن رسالتك يوم عيد ميلادى تاهت وسط رسايل الباقين.
-ليه بابا مش فاهم إنى لمّا ببجح وأقوله مالكش دعوة بيّا أنا بقيت راجل مش لسة عيّل ....ببقى محتاج جدا ياخدنى فى حضنه؟
-كنت خايفة جدا من العملية رغم أن الكل طمّنى أنها بسيطة ... عارفة إن اصحابى وعيلتى كلها برّة بتدعيلى ... بس أكتر حاجة هدتّنى الممرضة اللى فضلت ماسكة إيدى ومبتسمة لى بحنان لحد ما رحت فى البنج.
***
الدوامة الخامسة
"العيش أساسى على سفرة الأغنيا وطبلية الفقرا ...ومهما اختلف مزاج الناس فى الأكل أعتقد مافيش حد بيستغنى عن العيش...... الغريبة إن الناس فاكرة إن الساليزونات والكرواسون ممكن يسدوا مكان العيش......... مخدوعين"
-وردة إيه اللى عايزانى أقطفهالك ..... أنتى جرا لعقلك حاجة؟! هابعتلك الجواهرجى تختارى منه اللى أنتى عايزاه .... وابقى قولى لصحباتك أنها هدية عيد جوازنا.
-دا أمتى الوقت ده إن شاء الله اللى أقضيه مع الولاد .... الحمد لله مش ناقصهم حاجة .... وعلشان احافظ على المستوى ده لازم اشتغل ليل نهار.
-طب بوكيهات الورد فى الأفراح وفهمناها .... لكن فى الجنازات بقى؟ بحس الورد مكسوف من الاسم اللى فى الكارت اللى شايله وبيقول معلش هو ماعندوش دم بعتّنى وماجاش .... سامحوه.
-جرحنى قوى إن معايدة العيد توصلنى جواب رسمى من مكتب سعادته مكتوب بحروف كمبيوتر باردة .... كان أهون عليا إن صديق عمرى ينسانى ،من أنه يحولنّى لاسم فى كشف عند سكرتيرته.
***
الدوامة السادسة
"بسمع أنهم بيدعموا العيش ده بفلوس كتير ... مخابز متخصصة بس فى أنتاج العيش ... لأ وكمان توصيله للبيوت ... أغلب الناس –إن ماكنش كلهم- بيوصلهم العيش جاهز ... وبيوت قليلة جدا هى اللى بتخبزه. سمعت كمان إن نسبة الهدر فى العيش مهولة ، الناس –لأنه رخيص- بتشتريه بكميات وبعدين ترميه ...دا غير اللى بيشتروه لأغراض غير الاستخدام الأدمى! ... بيتهيألى لو ماكنش مدعوم وبيوصل لحد عندنا جاهز وبوفرة ...كانت نظرتنا ليه هاتتغير خالص....."
-أكتر من عشرين سنة بعانى من الأرق كل ليلة بسبب شخير أخويا ...ياما ضايقته واضطريته ينام فى الصالة .... ومن يوم ماسافرت الإعارة مش بنام... مفتقد جدا صوت شخيره!
-من وأنا طفلة ماكنتش بحب دوشة الأطفال ... ولما خلّفت أبنى كنت بحس أنه بيستفزنى بصوت عياطه .... ربنا مايحرم أم من ضناها من وقت مافارقنى وأنا مش فى ودانى غير صوت عياطه وبدور عليه.
-كانوا بيقولولى استمتعى بوقتك لأن وقت الجامعة احلى أيام ... وكنت بأبتسم بسخرية وأقول هاعصر على نفسى لمونة لحد ماتعدى ... دلوقتى بحنّ قوى ليوم من أيام الجامعة.
-الجيران بيظبطوا ساعاتهم علينا ... معاد رجوع جوزى من شغله..معاد بداية الخناق ....، بس يوم الحادثة الشهيرة على الطريق كنت هاتجنن ....... من البلكونة للموبيل للتليفزيون ..... وأول لما دخل حضنته قوى ،ومن بين ضلوعى ودموعى قلتله ...بحبك.
***
الدوامة السابعة
"هو صدفة إن رغيف العيش ........... دايرة؟"
-اصحاب من أمتى؟ مش فاكر طبعا ... بس حاسس أننا مولودين اصحاب.
-لما قابلتك صدقت الأسطورة اللى بتقول إن كل انسان ليه نصّ تانى مع واحدة وبيكملوا بعض.
-الجدّ والجدّة روحهم فى احفادهم ... لأن حياتهم من حياة اللى حياتهم منهم....
-صحيح كلكم موظفين عندى فى الشركة بس بالنسبة لى زى أرقام الساعة وأنا عقربها ... يومى مايعديش غير لما أعدّى عليكم .
-أنت.............................
***
-بنقول صباح الخيييييير.
-أنتى نمتى وأنتى بتشتغلى ولا إيه؟
-ها! .....لأ مانمتش دا........
-عموما مش مهم .... يلا ياهانم اعتذريلى واعتذيرلها علشان تستردى فردتين شبشبك اللى اتحدفنا بيهم ...ههههههه
-إيه ده ..ياعينى! أنتى بتاكلى عيش حاف ..... احنا شلنالك نصيبك من الأكل امبارح فى التلاجة ........ ماشفتيهوش؟
-مش هاتصدقوا لو قلتلكم إنى أكتر مرة استمتع بأكل فى حياتى كان رغيف العيش الحاف ده....
-دا على أساس إيه إن شاء الله! ....هو العيش الحاف دا أكل أصلا؟
-هو فعلا مش أكل ...مش أكل بس،ماعلينا. ممكن بقى تدونى شبشبى لحسن الأرض بقت باردة.....باردة قوى......

الخميس، 30 أبريل 2009

شرخ ف الحيطة

شرخ ف الحيطة
بوّظ الديكور
لكن بيدخل منه نور
***
شرح فى الحيطة جارِحّها
والآلم سارح دابِحّها
والحيطة ساكتة وماسِحها
الدهان وعامل قشور

بيحاول يدارى شق
مش مهم الصدق ....لأ
لو زبون جِه قلبه رق
يشتريها .... وتغور
***
شرخ ف الحيطة
بوّظ الديكور
لكن بيدخل منه نور
***
ماتلمونيش ساعدونى أحاول
لوموا ذمة المقاول
لوموا قسوة المعاول
وأنا إزاى أقف ماأخور؟؟

مش ذنبى جرحى غاير
أنا قلبى حزين وثاير
والحل بعيد وحاير
والناس قلوبها بور
***
شرخ ف الحيطة
بوّظ الديكور
لكن بيدخل منه نور
***
أنا حبيتك بشرخِك
وبإيدى هاداوى جرحِك
شارى وعارف بشرحِك
وأنا فنان وصبور

أنا الحماس مالينى
هاجرح واستحملينى
ثقى فيا وسبينى
شوفى نهاية الأمور
***
شرخ ف الحيطة
بوّظ الديكور
لكن بيدخل منه نور
***
الشرخ بقى نافذة!
ونقوشها معجزة
رغم أنها متنفذة
ببقايا وكسور!

الفنان خلق وغيّر
وصنع تحفة تحيّر
وشعاع النور الصغير
اتفجر بركان جسور
***
شرخ ف الحيطة
بقى أروع ديكور
ومصدر لأقوى نور


الأربعاء، 22 أبريل 2009

العيــون المـنـدهـشــة


منذ أن ألتقته عيناى حتى ودعتاه لم أرى فى عيونه إلا الدهشة. كان –أو كانت لا أعلم- طفل رضيع على كتف أمه ،كان حجمه صغيرا جدا ، أصغر من حقيبة اليد المعلقة فى كتف أمه الأخر. ربما لم يتعد عمره النصف عام ، ولكن انصاتى إلى عينيه الصغيرتين كان مثيرا.
اخترقت أمه الزحام واستقرت أمامي ، كان يفصلني عنها فردان أو ثلاثة. كان الزحام شديد والطفل قد أنزلق من على كتف أمه فأصبح يطل من فوق منكبيها بعينين مندهشتين. جذبتني عيناه بشدة حتى إني لم اعد استمع للضوضاء المحيطة بى ، ولم ألتفت إلى الأجساد التى تصدمنى من كل جانب واستسلمت لأسر عينيه......
كان يتصفح وجوه البشر حوله بسرعة وقلق كمن يبحث عن تائه وسط الزحام .... كلما صدر صوت من خلفه أو أمامه كان يلتفت بسرعة يبحث عن مصدره ،ورغم أن أعداد المركبات الصارخة كان كبيرا إلا أنه كان يفحص بعينيه واحدة واحدة. راقبته فوجدته منجذبا لكل أشكال الحركة من حوله ورغم أنه أحيانا كان يتقلقل فوق كتف أمه من جراء الزحام ، إلا أنها سريعا ما كانت تعدّل من وضعه ، وسريعا ماكان يستكمل بحثه المهتم من جديد.
كنت أنظر لكل ما ينظر إليه فلا يثير فىّ أى اهتمام ، أتعجب إذ أن عيناه تبرزان اهتماما واضحا كعالم أمام تجربة معقدة ، أو دارس ينظر فى حل مشكلة . أردت لو أعبر من عينيه إلى عقله لأعلم فيما يفكر ، وبماذا يعلق على مايراه.... ما الذى يجذبه إلى هذا الحدّ.
تمنيت لو حدثنى وحدثته ، لو سألنى وأجبته، فقد كنت أريد أن أخلصه من حيرته التى تشغله كل هذا الانشغال . لو كانت أذناه تستوعبا كلامى لكنت أسرعت إليه وهمست :"ياصغير أنت مازلت حديث العهد بالحياة ، أقدّر شغفك بها وحب استطلاعك ولكن تمهل ، فموقعك –على كتف أمك- لايعرض لك الكثير .
هذا الجمع الغفير الذى أنت غارق فى وسطه ليس إلا حفنة صغيرة من البشر . أتنظر حتى تشتد قدماك وتحملانك فى طريق الحياة ، وقتها سترى الكثير..........والآن اسند رأسك ونم على صدر أمك ، وأنهل من حنانها قدر ماتستطيع ، فالأمان الذى تحياه الآن لايعرف طعمه البالغون فى عالم أصبح آنية للكوارث والحروب ، والشبع الذى تملأ به فمك الآن تتمناه أفواه صارخة لله ، حتى نومتك الدافئة فى حضن يكتنفك يخجل فى التفكير بها رجال سكن الشيب رؤوسهم ، يتذكرون اللحظة التى كان سكنهم فيها أحضان امهاتهم ويقارنوها بقصورهم الفارهة التى يسكنوها الآن ، فيتمنون يوما واحدا على وسائد الطفولة ولا يجدوه . إهدأ أيها الصغير فما تسعى إليه الآن حائرا ، ستعرفه حتما وفوقه الكثير سيلقنك إياه الزمان . أما الأن..... فعش لحظاتك من سلام لحنان لأطمئنان لشبع ،فما تسبح فيه الآن بلا حساب سضن به الزمان على الأحياء فيه..... انعم بحياة لاهم فيها وبدفء ستفتقده كل الأيام الباردة الآتية".
أنهيت حديثى له فى نفسى فوجدت عيناه المندهشتان تتفحصان عينى ........ هل سمعت عيناه حديثى؟ هل كان باديا له فى عينى؟؟. ابتسمت فى وجهه فحدق برهة وابتسم ، كانت جاذبية ابتسامته البريئة غريبة....كمن يصدّق على حديث.
وجدت أمه مسلكا وسط الزحام ، وودع –أنا والطفل- كل منا الأخر بابتسامة عينيه ، حتى غرقا فى أمواج البشر.
وبعد أن قضيت مشترياتي استقللت الحافلة عائدة إلى منزلى . وما إن جلست حتى اكتشفت أن التى تجاورني تماما هى نفس السيدة ذات الطفل الذى استرعانى وسط الزحام ، ولكن هذة المرة كان الطفل يغط فى نوم عميق متوسدا صدرها........ .
24-1-2005

الثلاثاء، 7 أبريل 2009

زمن عصير الفراولة


كل مرة كنا بنتقابل هنا...
في نفس المكان...
بس الكلام ده كان من زمان.
مش من زمان من حيث عدد الأيام...
لكن بحساب عدد طبقات الهمّ اللى أترسبت ع القلب...
عزلته عن الضحكة الصافية و الأبتسام.
في كل مرة كنا بنيجى مع بعضنا...
إيدينا متشبكة...
وضحكتنا متشبكة...
ونحس كل وردة جنبّنا بتغمز لنا...
وبتقولنا...
أيوة...
حلوة الحياة وشقيّة...
ومتعتها حقيقيّة...
زىّ ماقلبكوا الوفيّة...
شيفاها تمام.
***
فكل مرة كانت بتطلب عصير فراولة...
بتحبها بجنون...
وأنا بيها –مش بالفراولة- مجنون...
"اتنين عصير فراولة لو سمحت"...
كنت بطلبها بكل ثقة...
وكلّى ثقة إنى هعانى الليلادى...
مش بس من الحب و الحاجات دى...
لكن كمان من حساسية الفراولة!...
وبكرة هاتقولّى لازم تشوف دكتور...
وهاقول لها –كالعادة- أنتى علاج الدور...
وهااطلب اتنين فراولة!.
***
كانت الفراولة بالنسبة لى "هى"...
كانت جميلة زى الفراولة...
رقيقة زى الفراولة...
جريئة و شقيّة زى لون الفراولة...
لذيذة زى الفراولة...
تحس أنك خايف عليها زى حباية الفراولة.
ولأنها بتحب عصير الفراولة...
فعصرتها في خيالى ودوبتها في عصير فراولة...
وكل ماتوحشنى وهى بعيد...
أشرب فراولة...
وأعانى من حبها...
ومن حساسية الفراولة!.
***
وعدّى وقت مش طويل...
لكن تقيل...
شغلّنا عن بعضّنا...
وعن نفسنا...
بطلّنا نتقابل وحدّنا...
وبقينا نخلّى أصواتنا تتقابل في التليفون...
وبعد كدة بقت معايدة جت قبل كدة...
هابعتها ،وتبعتها بدوسة لاسم بقى مركون...
في قايمة فيها يجى ميت اسم...
نسّونا في الأنشغال نرجع نجدد حبّنا...
***
واليوم قررّنا نجدد حبّنا!
قررنا نتقابل هنا...
ونرجّع احلى ذكرياتنا ووقتنا...
وندوس على كل الهموم و الغيوم...
ونستأنف كتابة حب عمرنا...
كل اللّى باقى في عمرنا...
***
جيت قبلّها...
وقعدت في نفس المكانا...
كان في وردة وحشتها...
فضلت تشاور و تميل يمين وشمال...
وترفع بشوق ورقها ،كأنه يافطة مرحبا...
اتجاهلتها...
ونزلت بشنطة ورقى المهم فوقها موّتها.
بصيت في ساعتى بقلق...
عندى غدا عمل وعشا عمل...
دلوقتى أقوم و أنا قاعد بعمل تليفون عمل...
وراه كام تليفون عمل...
على ما تيجى...
وجت!...
باين عليها آثار العمل...
إيه العمل ؟!
***
ابتسامتلى ابتسامة مش بلون الفراولة...
لون الليمون!...
وحطّت شنطة الورق بتاعتها على وردتها...
هى كمان قتلتها!...
باين في عنيها التعب...
والبلادة...
قلتلها "تشربى إيه؟"...
وأنا بمنّى نفسى بشلال...
بحر...
محيط من الفراولة...
ولو إنى عندى شغل زيادة...
ولازم أسهر في مكتبى مش في عيادة...
ردت وقالت...
"قهوة سادة"!!...
قلت"لو سمحت ،اتنين قهوة سادة"!
خلاص...
خلص زمن الفراولة...
وبدأ عهد القهوة...
وياريتها زيادة...
أو مظبوط...
دى سادة...
مظبوط أوى كدة وزيادة...
كدة هانسهر احنا الأتنين الليلادى...
مش أنا بس كالعادة...
بس ياترى مين هايفكر في التانى؟...
أو حتى في نفسه...
أو في عصير الفراولة...
ويعمل لأيامه إعادة...
***
...................................
...................................
...................................
حفيدى سألنى...
"ليه ياجدو ساعة العصارى كل يوم...
بتشرب فنجان قهوة سادة؟"...
وجرى على أمه ، بنتى...
-اللّى سمتها فراولة-
وقال لها "ماما أنا عايز أشرب زى جدو...
كل يوم فنجان كبير قهوة"...
اتفزعت...
وقع منى فنجان القهوة اتكسر...
طرطشت القهوة السودا على هدومى...
ترسم حكاية عمر قصير...
وعمر الحياة فيه أقصر...
نهايتها كانت مع آخر عصير فراولة شربته...
بعده بدأت حياة أقرب للموت...
بلون القهوة اللّى بشربها كل يوم فيها...
نهارها زى لياليها...
من غير حب ولا حلم...
ولا صدّى ضحكة ماليها...
أخر أمل سميت بنتى "فراولة"...
مش عاجبها...
وتغضب لما بيه بناديها...
اختارت اسم تانى ادلعها بيه...
مش غير ماتعرف الاسم ده جرحنى قد إيه...
دبحنى إزاى و ليه...
يوم ما طلب بدل عصير الفراولة...
قهوة سادة...
***
قلت لحفيدى ياحبيبى...
بلاش قهوة سادة...
إيه رأيك في العصير؟...
عصير فراولة...
بطعم الحياة...
ولون الحياة...
***
طلّعت علبة عصير وحيدة...
كانت الأمل في عودة الحياة...
كنت شايلها للحظة تاريخية...
ودلوقتى لحظة شجن حقيقيّة...
هاسلّم حفيدى دمى اللى في عروقى...
كل أنفاسى وحبى وحياتى وشوقى...
فتحتها وصبتها في كاس...
ودوبت فيها كل الأيام و الذكريات و الناس...
قاللى يا جدو هشربها بس بشرط...
تشربها معايا...
حطيت معاه شفايفى على الحافة...
غمضت عينى...
عدت قدامى أطياف شفافة...
حسيت برعشة الحياة تانى...
وشربنا سوا...
عصير الفراولة.

(دى أحب قصايدى لقلبى بجد.......مش هانبه تانى على حقوق النقل والمواصلات)

الأحد، 5 أبريل 2009

بالنسبة للذوق........إيه؟؟؟....وليه؟؟؟؟؟



ياجماعة....

ماينفعش كدة بجد......

طب أزمة عالمية واسحملنا،

بطالة وعنوسة وتلوث وناموسة،

واستحملنا برضه.....

لكن بجد كدة زيادة قوى قوى

إيه قلة الذوق دى؟؟؟؟؟؟؟؟؟

أيوة قلة ذوق بزيادة.........

طب أفتكر كدة.......

أمتى أخر مرة قلت/سمعت أيا من الكلمات/الجمل الآتية:-

(ميرسى - شكرا -بعد أذنك - حضرتك -من فضلك -تسمحلى- اتفصلى حضرتك مكانى- ladies first -الأستاذ جه قبلى ،اقضيله مصلحته الأول- اتفضل حضرتك أنا مش مستعجل - لأ حساب إيه دى حاجة بسيطة - معلش ياعم استنى ساعة معايا بس،مش هاقدر اسيب المكتبوالناس ليها مصالح ماخلصتش - ماقدرش اخد ولا مليم سعادتك خدمة الصيانة مجانية - للى مافهمش المسألة ياحبايبى يجيلى فى الفسحة أوضة المدرسين وأنا اشرحها تانى بهدوء مرة و اتنين ومية - أنا مكمل الخط اللى مشواره قدام اخده فى سكتى ومش مهم الأجرة أنا كدة كدة رايح - عنك يا حاجة الشيلة تقيلة - لأ دا كان سعر امبارح،بس السعر نزل فى نشرة النهاردة - فى يومين فى الأسبوع الكشف بنص التمن،مش قادر اعمله ببلاش علشان ما احرجش حد واحسسه انه محتاج ،اهو يبقى دفع برضه وماحسش أنها صدقة - الفلوس دى بتاعت ربنا وأنا وكيل عليها،ربنا اللى بيرزق الفقرا من خلالى وأنا ماستهلش - اللى يضربك قوله ربنا يسامحك - إيه الكلمة الوحشة دى، الأولاد الحلوين مايخرجش من شفايفهم غير كلام سكر - أنا موجود فى الكلية كل ايام الأسبوع اللى محتاج أى حاجة أنا زى والدكم وإذا كان على الكتاب عندى منه نسخ زيادة هاوزعها عليكم - غلط نقطف الورد ده نفس بتحس - ماترميش ورقة فى الأرض - مش مهم ياحبيبى المصيف السنة دى كفاية وجودنامع بعض - يابنى أخر حاجة هانتكلم فيها الفلوس...أنا هاأمنك على أغلى حاجة عندى بنتى الباقى كله كلام فارغ ومظاهر كدابة - لما أكبر نفسى ابقى دكتور علشان ما اخليش ولا ولد أو بنت حاجة بتوجعه - بحب بتنا قوى ، بحب الشارع وكل البلد - حضرتك قد تكون اغفلت نقطة فى حديثك لم انتبه أنا ليها فأرجوك وضحهالى(فى برامج التوك شو) - مايصحش -دى مش اخلاقنا كمصريين- انا بحترمك رأيك جدا ولو أنى مش متفق معاك - تسمحلى اعقب على رأيك - ..........)


سامعة حد بيقولى يعنى إيه (حضرتك) دى.......

وحد بيسأل عن معنى الكلمة الأجنبية (ميرسى) لأنه أول مرة يسمعها......

وحد بيقولى هل (ربنا يسامحك) دى تنتمى لأتباع الدين الجديد؟؟؟؟؟؟؟؟؟


طب ياجماعة بالهداوة كدة

كل المصريين عارفين أن "الكلام مش بفلوس" دى حقيقة علمية مؤكدة

لكن بالعكس الكلام بحاجة اغلى بكتير من الفلوس

لو ابتسمت فى وش حد فى الشارع أنت قدمت خدمة كبيرة لمصر !!!!!!!!!!

أيوة لمصر لأن الحد ده أكيد هايعمل شغله النهاردة بروح تانية

واحتمال هو بيتسم ردا على ابتسامتك يشوفه حد تانى فيفتكره بيبتسمله فيبتسم ،فيشوفه حدتانى يفتكره بيبتسمله فيبتسم ، يقوم يشوفه حد تانى يفتكره بيبتسمله ...............أستنوا بس يمكن يكون الحد الأخير ده كان بائس ومحبط ورايح ينتحر بس الأبتسامة دى تخليه يعيد تفكيره.


ياجماعة عايزة اسأل سؤال بجدية كاملة "ليه سواقين المكروباص بيقولوا الشتايم دى بجد وبهزار وتسلية وتسرية ؟؟؟؟" وطبعا الألفاظ "دى" أنتوا عارفينها ومش هاقدر أذكر أى واحد منها حتى ولو على سبيل المثال



بالذمة ماحدش يقولى (الزحمة - أخلاقيات الزحام - التردى الثقافى - الفضائيات - العولمة!!!!!)
فى قول لواحد معرفوش اسمه أنون بيقول "الحرص يستطيع أن يرفع حاجبيك بدلا من صوتك"
وأنا رأى أنه الذوق لأن كلمة الحرص دى قد ببدو بتاعت "مثقفتيه"
وأحنا الحمد لله مش بنرفع الصوت بس
لأصوت والأدين والجزم كمان ،وحتى فى مجلسنا الموقر
لأ ومش بنكتفلا بالرفع ،لأ والأبداع كمان
يعنى "رفع وابداع" على كل لون......



فكروا فى النقط دى علشان ما اطولش عليكم لحسن الموضوع ده بالذات لوفتحت فيه مش هاخلص لأنه كاوينى قوى:

*(الألفاظ / النظرات / التصرفات )فى الشارع المصرى.

*الأفلام .

*اسلوب الحوار فى وسائل الأعلام

*الأحترام(وده موضوع تانى لوحده مسيرى هاصدعكم بيه)

*التربية فى البيت المصرى.

*التعليم.


الكلام مالوش علاقة ببعض ..........صح؟؟؟؟؟؟؟؟

عارفة بس من فضلكم بعد اذنكم إذا سمحتكم استحملولنى حضارتكم لأنه قد يبدو أن ذهنى مشوش.






الجمعة، 3 أبريل 2009

مسافر لجوة






اسماحولى أشارككم حاجة خفيفة... ومضة من ومضاتى.....

ده أول شعر لى أنشره فى المدونة لو حاز اعجابكم كل مدة هانزل حاجة لو اتخنقتوا منه مش هاكتب كلمتين لايقين على بعض بعد كدة

وحقوق النسخ والطبع والنشر والغسيل والمكوى محفوظة.......



عايز اسافر جوة البلد
جوة الأماكن...
جوة المساكن...
جوة الناس بنت وولد.

مش هاقف فى محطات
لا ملامح الوشوش...
ولا أى من الرتوش...
لأنى قاصد أعماق عمق الشخصيات.

بدور على حاجة نادرة
اسمها انسان...
ماتت من زمان...
والباقى منها منّا شايلينه للذكرى.

ياناس اصحو من موتكم
سافروا جوة...
حاربوا بقوة...
قبل ما تهرب فى اللانهائية حياتكم.

فاكرين ضحكاتكم ودمعاتكم؟
ليه بطلتوا تحبوا...
ليه بطلتوا تلبوا...
صرخة قتيل ع الطريق بيلتمس شفاقتكم.

ليه قفلتوا صوت الموسيقى؟
فين الحلم الرقيق...
والحب الوفى البرئ...
بدلتوا بالعصرية الغبية اسمى حقيقة.

الحقيقة أنكم انسان
الرحمة عليه تجوز...
لأنه فى النفوس محجوز...
وعن آخر استغاثاته سدّينا الودان.

ماشيين برجليكم لأسوأ مصير
حالتكم هاتبقى حالة...
وهاتتحولوا لمجرد آلة...
وأقل منها لو انحرف الضمير.

ياناس شوفوا الورود
حسّوا عطورها...
وأتأملوا حضورها...
كلموا الطبيعة و استنوا الردود.

اجروا تحت المطر
ابكوا...
احكوا...
وماتحولوش احساسكم بيه لخطر.

لو فى خطر على انساننا
نرجع للغابات...
نستغنى عن الآلات...
بس مانبعش برخيص مخزون أماننا.

إيه فايدة الطيارة النفاثة
لو مش عارفين نفسنا...
بنسافر لأماكن جنبنا...
ومهجور فى قلبنا أماكن حساسة.

إيه فايدة الدش والشبكة العنكبوتية
مالناش علاقة بروحنا...
ناسيين نداوى جروحنا...
وبنتواصل مع ناس فى آخر الكورة الأرضية.

خابف يوم أجى اسافر لجوة
اقع من حافة روحى للعدم...
وألاقى جنس البشر ع الاحساس ردم...
ومهما حاول الانسان مايرجعش هو.

أمتى هاتبقى الأستفاقة؟
أمتى ينتهى الكابوس...
ويخرج عفريت الحضارة الملبوس...
ونتخلى عن المادية و الخداع والحداقة.

فكروا وخدوا وقتكم
ولا بقى ثمين الوقت...
ورد كلامى ده "زهقت"!..
لو اقتنعتوا على حسابى تذاكر لجوة ليكم كلكم...


عجبتكم؟



الأحد، 29 مارس 2009

عفوا عزيزى الانسان...لن يمكنك الحياة إلا كـ"بطل"





سلامى لكل الشموع.........


منــــــــــــوريـــــــــن........


أما بعد ،،،،،،،،،،


من الآخر كدة ياجدعان علشان مالفش وأدور عليكم الموضوع جدّ خطير


وإليكم ما توصلت إليه عد طول البحث والتمحيص(مش التحميص)


" يجب أن تعيش بطل كل لحظة فى حياتك ، وفى كل المجالات"


وبالهداوة كدة ها نقول ليه...........


على سبيل المثال.......


تخيل جندى الحرب قامت

وحارب بشجاعة تحت خط النار....ومات

قصدى استشهد........

يبقى إيه؟؟؟؟؟؟؟ بطل طبعا

وتتعمله نصب وأغانى ومسلسلات وأجازات تدعيله فيها الطلبة

بطل ياجدعان ومن حقه.............

لكن تخيلوا أن الجندى ده قال "أنا مش عايز أكون بطل ولا شهيد.........مش عايز أغانى و بوكيه ورد كل سنة مرة من مندوب الرئيس......هو العمر بعزقة ......أنا أخد ديلى فى سنانى وأقول يافكيك.............."

تفتكروا هانقول عليه إيه؟؟؟؟؟؟؟

خائن...

نذل...

جبان...

عميل...

.................(شتايم وحشة)

==========================>

شفتم بقى يعنى البطولة واجب وفرض ، مش بالمزاج

وأنت لو فى مكان الجندى ده يجب يجب يجب يجب.....أن تكون بطل

ولا توجد خيارات أخرى (أو طمامات)

وصلت الفكرة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

طب مثال تانى علشان اللى ماكنش واخد باله (ومش هاقول غير ماكنش واخد باله)

الأم اللى لسة كنا بنحتفل بعيدها

ست الحبايب........ياست يا فدائية ياللى قضيتها هى تجعل حياتى هنية

وعلشانك النهاردة الدنيا كارت معايدة ملاه الربيع قدامنا بمليون ألف وردة.........

إلى أخر الأغانى من أول فايزة أحمد إلى المجموعة في "بعد الحب ده إيه"؟؟؟؟؟؟؟؟؟

عظيمة الأم دى فعلا و(بطلة)

ست بتضحى فى عز شبابها بصحتها وجمالها

ووقتها وطموحتها علشان أولادها ...بطلة بطلة يعنى

بس تخيلوا لو ست بعد ما خلفت مااستريحتش للمشروع

قالت "لأ مش عايزة ابقى أم خلاص رجعت فى كلامى"!!!!!!!

"خدوا أبنى ودوه أى ملجأ ،وأنا أعيش زى أى ست ماعندهاش أولاد"!!!!!

هانقول عليها إيه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

.............................................................

لأ لأ عيب الشتايم دى يا شباب

طب ليه بنقول أو بنفكر كدة ، مع أنها ماعملتش حاجة غلط أكتر من أنها اتنزلت عن دور البطولة وخرجت من تحت الأضواء وأختارت تعيش حياة عادية من غير بطولات وصولات وجوالات..............

...........................

...........................

..........................

قيسوا على كدة بقى كل المواقف البطولية فى الحياة من أقلها لأكبرها لأشهرها لأغربها لأسهلها لأصعبها......

هتلاقوا ن لو بطل من الأبطال العظماء اللى بنبجلهم كان أختار أنه مايبقاش بطل

كان مش اينفع يكون غير بطل..........لأن البطولة فرض ............وواجب ...........ولا محيص منها

واحنا كماااااااااااااااان

ماقدمناش اختيار

" لن يمكننا الحياة إلا كأبطال"

ولاأنت رأيك إيه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

الجمعة، 27 مارس 2009

مادة واحد :قانون عطاء الشمعة :)


أول قانون هانناقشة فى مدونتنا كشموع

قانون عطاء الشمعة

وماتخفوش مش هاعمل زى مجلس الشعب المصرى العظيم وأمرر القانون من غير ماخد رأيكم

أو هاقول موافقة من غير ما أرفع عنيى من تدوينتى وابص على الإيدين الغير المرفوعة...قصدى التعليقات

(ماتودوناش فى داهية من أولها .....عايزين ناكل عيش)
س: تفتكروا لو شمعة ولعنا منها شمعة تانى ، ضؤها هايتأثر؟
ج : لأ طبعا.
س:طيب لو شمعة ولعنا منها مليون شمعة ....هاتتأثر بخسارة؟
ج : قلنا لأ وطبعا.
س:طب لو أنسان ساعد حد تانى اى مساعدة (مادية ، معنوية ،اجتماعية ،................)هايتاثر؟
ج :أكيد طبعا.
س: طب هايتأثر بخسارة ولا مكسب؟
ج :.......................................
.......................................
هو ده بقى لب الموضوع، لو فكرنا بطريقة أنى معايا عشرة جنية لو اشتريت أكل لى لواحدى هاكل كتير ، لكن لو أشتريت أكل لى و لصاحبى هافضل جعان ..........أكيد هابقى خسران.
لكن لو فكرت بطريقة إنى معايا عشرة جنية لو أشتريت أكل لوحدى مش هايجلينى نفس أكله أصلا ، لأن النفس أهم من الجوع و الصحبة أهم من نوع الأكل....ثم أنى ممكن يجيلى تخمة لو أكلت كل الأكل اللى اشتريته وحدى....وإنى ممكن ما أكلش خالص بس أشبع لو شفت ناس جعانين بياكلوا قدامى بالعشرة جنيه دى وعلى وشهم رضا......إلى باقى الأفتراضات................هابقى كسبان كسبان كسبان...ولا مسابقة أريال أريال هوه...هوه.
الشمعة لو نورت الدنيا كلها مش هاتخسر حاجة.........ولا هاتكسب
لكن الانسان الشمعة -اللى زى حالتنا- لو أدى الدنيا كلها كل اللى يقدر عليه هايبقى كسبان
ولو عمل أقل من كدة يبقى خسران...........حد يقولى ليه ياكاندى؟؟؟
أقولكم فى نقط محددة ومختصرة علشان ماطولش عليكم
- الانسان عمره قصير وطاقته محدودة وماتتخزنش
يعنى لو أنت شاب وتقدر تهد جبل النهاردة ، بس أجلت الموضوع ده عشرين سنة...
بعد عشرين سنة هايكون الزمن هدك...والطاقة اللى كنت هاتستخدمها هاتبقى عدم ومش هاينفع تتخزن.
- فى احساس ماحدش يقدر يوصفه إلا اللى ساعد حد من قلبه
أقل وصف ليه "سعادة"...."فرحة غامرة"..... بس هو مش كدة خالص
هو أكبر من كدة بكتييييييييييييير ...والاحساس ده مش ممكن تشتريه بأى حاجة
إلا بأنك تدّى........وكتير.........ومن قلبك.......ومن غير ماتبقى مستنى مقابل.
- لو حد مش بيساعد حد يبقى عايش ليه؟؟؟؟؟
الأم أم علشان عايشة لأولادها
والصديق اسمه صفته لأنه ليه صديق
والدكتور لو ماعلجش الناس يبقى لزمته إيه؟؟؟؟
كل انسان هو كدة لأنه عايش علشان حد تانى حتى رواد الفضاء اللى مشعلقين فى الفراغ وحدهم
بيعملوا لأجل تقدم البشريةّّّّّّّّّّّ!!!!!!!!!
كل واحد بيصحى الصبح ويغسل وشه و ينزل من بيته علشان نفسه ،هو بيعمل حاجة علشان باقى الناس
بشكل أو بآخر.........
- الانسان فى أى بلد....بأى حالة اجتماعية....بأى مستوى مالى....إن شالله يكون انسان الغاب
ليه نفس التركيب التشريحى والنفسى أى انسان على نفس الكوكب
يعنى زى ماعنده قلب وكلاوى وطحال ولحمة راس
بيحتاج زىّ وزيك بالظبط الحب و الاهتمام وابتسامة فى وشه ولمسة دافية وسؤال مهتم
ومهما بان أنه كبير ووقوروغنى ومش محتاج حاجة
هو غلبااااااااااااااااااان..........بس للأسف محدش يقدر يدى لنفسه
وأى حد ممكن يدى أى حد
زى ناس قاعدين على سفرة مليانة مالذ وطاب من الأكل الشهى وكل واحد معاه معلقة طولها متر!!!!!!!!!
كل واحد ممكن يأكّل اللى قدامه لكن مستحيل يعرف ياكل بيها......احنا كدة.
واضح انكم اقتنعتوا بوجهة نظرى فى قضية العطاء............وباين أن كلكم موافقين من غير تعليقات.....وفى واحد سمعاه بيهتف تحيا الديمقراطية..... :)
لأ أنا مش كدة خالص أنا بجد مستنية تعليقاتكم.....ومش هاأنشر نص قانون عطاء واضح لمعشر الشموع غير لما أعرف رأيكم وغير لما تقتنعوا بواجبنا أن نكون "أبطال عالميون فى شتى المجالات"......بس ده موضوع تانى

بصوا بقى دى مجرد بداية

سلام ياجماعة ياللى مش عارفة أنتوا مين و فين و ليه!!!!!!!!
انا كاندى....
حد يقولى كاندى ليه؟؟؟؟؟؟
كاندى اختصارا لكاندل يعنى شمعة
وشمعة دى رمز للدور اللى نفسى أقوم بيه من موقعى هذا
وكاندى كمان بلغة الفرنجة يعنى "حلوى"
وده امتداد لنفس الدور
حد فاهم حاجة؟؟؟؟؟؟
ماشى ولا أنا
يعنى ببساطة كدة
بحلم أنا وكل اللى يستريح فى المكان ده
أننا نكون شمع
ننور فى زمن بقى ظلمة حااااااااالكة
ونبقى حتة حلوى نحلى طعم الأيام اللى بقت مرة علقمة
(إيه رأيكو فى الكلام الكبير ده :) )
الشمعة و حتة احلاوة فى متوافر أى انسان
فقير أو غنى ......
طفل أو شاب أو عجوز
وده الهدف الضمنى
يعنى أننا نبقى لكل الناس طول وقت
...................
...................
مش هاقول أكتر من كدة دلوقتى لحد ما اقرا تعليقاتكم