الثلاثاء، 30 يونيو 2009

شـــــــــــــــــات !


الواحدة بعد منتصف الليل...ترن الثلاثة هواتف المحمولة برنات قصيرة فى تتابع...تسرع صاحبتهن الثلاث كل واحدة إلى حاسبها الآلى...تلك أشارة البدء.
صديقات الجامعة الثلاث يقدسن وقتا أسبوعيا "للشات" .... جمعتهن غرفة واحدة أربع سنوات الغربة والدراسة.... والآن يجمعن أنفسهن مرة أسبوعيا فى غرفة حوار الكترونية.... سهرة تمتد دائما بهم إلى الفجر وأحيانا قرب الظهر ، دون أن يشبعن أو ينتهين من الحوار.
تُحضر "ماجى" طبق الحلوى ، تضعه بجانب حاسبها الآلي فى حجرتها الخاصة بها وتنتظر دخول الأخريتين.
تأتى "توتة" بفنجان القهوة العاشر فى هذا اليوم وتعود إلى حاسبها المحمول تستكمل عملها ...تنتظر بدء الحوار ....لديها ضغط رهيب فى العمل ،لذا ستستكمل العمل أثناء "الشات" ....ولكنّ الأولوية "للشات"
تلقى "سندريلا" بجسدها على مقعد الحاسب تغيّر صورة الخلفية لشاشة الجهاز.... وتنتظر بنفاذ صبر صديقتيها ..... أول مرة تشعر بكل هذة اللّهفة لبدء المحادثة.
يجدن بعضهن بسرعة ....يختفين عن أعين باقى الأصدقاء الموجودين أمام حواسبهم .... يضعن وضع الغير متصل ويفتحن غرفة حوار.

ماجى: هاى
سندريلا: هاى
توتة: هاى

"ماجى" اختارت أن تدخل باسمها الحقيقى فضاء "النت" . أعربت بصراحة –استقبلتها صديقتاها بتفهّم- أنها ترى "ميوعة" فى الأسماء المستعارة التى تختارها البنات .... وكما أنها لم تقبل أن يناديها أحد زملائها فى الجامعة بــ "جوجة" اسمها الحركى بين صاحباتها .... فلا يعقل أن تضعه اسمها الأول ليناديها به كل من يعرفها معرفة سطحية أو رسمية.
"توتة" طفلة تخطت العشرين ببضع سنوات ...لايستطيع كل من يعرفها إلا أن يراها "توتة" ، الاسم الذى تناديها به أمها من الطفولة وحتى اليوم ...حتى فى العمل أصبحوا ينادوها به! يشعرون أنها أختهم الصغرى المسؤلة منهم جميعا ..... ويحبونها وهى تميل برأسها للخلف وتضحك ضحكتها الشهيرة.... "توتة الحبّوبة" ...تحب الجميع وتتفانى فى خدمتهم بطريقة كانت تدهشهم ثم تعودوا عليها ، ثم اعتبروها أمرا عاديا مسلما به.
"سندريلا" يظن الجميع أن اسمها هذا لجمالها الذى يشبه شخصية "سندريلا" فى فلم الرسوم المتحركة الشهير .... ولكنّ "توتة" و"ماجى" فقط من تعلمان سر الاسم . كانت تقول لهن أنها تشعر كل يوم وهى آتية إلى الجامعة وتعرف أنها ستقابله ، كأنها سندريلا ذاهبة للحفل لملاقاة الأمير ....وتشعر فى نهاية اليوم بعد عودتها ....... أنها ستجده يقرع باب سكن الطالبات حاملا –بدلا من حذائها المفقود- كشكول المحاضرات الذى يستعيره يوميا منها وينسى بداخله عامدا ورقة فيها شعر من تأليفه عن "سندريلا" ! .

ماجى: أزيكم وحشتونى جدا
توتة: وأنتى ياماجى وحشتينى موت
سندريلا: عاملين إيه ياتوتة أنتى وماجى؟

"ماجى" لاتعمل .... رفضت أن تعمل إلا فى مجال دراستها ، ولأنه لايوجد وظائف فى محافظتها ، لا فى هذا المجال أو غيره .....فهى تعانى من ملل قاتل ، يقلن عليها "دماغها كبيرة" لأنها عملية جدا وجادة جدا .... ترددت أن تقبل أكثر من وظيفة لاتناسب طموحها ، لكن كل مرة كان يمنعها كبريائها من استلام العمل . تقدّم لها "عريسان" على طريقة "الصالونات" ورفضتهما.....ضد مبادئها أيضا أن "تُعاين" كبضاعة ، وتتزوج شخص لايردها "هى" لشخصها.

توتة: أنتى وحشة ياماجى طب أنا الشغل عاصرنى 24 ساعة لكن حضرتك قاعدة فى البيت هانم...مش بتسألى علىّ ليه؟ ولاحتى تليفون يابخيلة؟؟؟؟؟
سندريلا: ماأنتى عارفى ماجة ياتوتة...تلاقيها بتقرا.وشغالة تكتب مقالات سياسية....هى اللى زى ماجى دى تفضى أبدا. دى دماغها شغالة من غير ماتفصل

تتنهد ماجى بعمق.. لو تعلمان كمّ الفراغ الذى تحيا فيه ..... كانت تتمنى أن تنتهى من الدراسة لتتفرغ للثقافة والقراءة والكتابة.......ولكنها اكتشفت أنها كانت تقرأ أيام الدراسة أضعاف ما تقرأ الآن ........الملل يقتل بداخلها كل هوايتها وأفكارها التى كانت تلح عليها ليالي الامتحانات ،بل وأثناءها !.......

ماجى:ياستى حقك علىّ أنا غلطانة....أنتى عاملة إيه فى الشغل ... متوقعة إنى ألاقيكى فى التشكيل الوزراى الجديد.... مش كدة يابنتى صحتك
سندريلا: أنتى وصلتى لإيه ياتوتة دلوقتى مدير عام؟ بجد مش بعيد ما أنتى بتترقى كل أسبوع.........

ترشف "توتة" القهوة وتفكر .... كنت أتمنى أن أكون مثل "ماجى" .... حرّة أمارس هواياتى ....سعدت جدا بعملى ووجدت ما أبحث عنه من تشجيع فى كلمات زملائى ومديرينى .... تحديت نفسى وبذلت ماهو فوق الطاقة ... وكنت أشعر بمتعة النجاح واستطعم حلاوة التشجيع. والآن اختنقت بالخيوط الحريرية ..... صار عملى يستنفزنى أثناء فترات العمل وبعدها .... بل واحتاج أن اُوجد ساعات بين ساعات اليوم حتى أكمله ...ضغط لا أعرف إلى متى سأحتمله ...فقدت المتعة وأصبحت أبحث عن منفذ فلا أجد ....استمر مع أنى لا استطيع الاستمرار ،ولكنى أيضا لا استطيع الانسحاب.

توتة: مدير عام مرة واحدة! لا ياسندريلا مش قوى كدة... وعلى فكرة ياماجى "صحتك يابنتى مش كدة" بيقولهالى عم عبده فراش الشركة لما يلاقينى بشتغل حتى فى وقت الراحة.
ماجى: طب تمام.... أديكوا اكتشفتوا مستويا الأدبى وصل لفين ...عم عبده فراش الشركة.
سندريلا: ياماجى العفو دا أنتى هاتنافسى هيكل بعد كدة
ماجى: وأنتى ياسندريلا أزاى الأمير........ (ترسل وجه يغمز)
توتة: (ترسل وجه يغمز) آه ....أحنا فى دنيا وأنتى فى دنيا تانية ياهانم ..... قوليلى لسة بيستلف منك كشكول المحاضرات (ترسل وجه يضحك)
ماجى: (ترسل وجه يضحك)
سندريلا: (ترسل وجه خجلان)

كانت تنتظر أن تبدأ الحوار معهما لتحكى لهما عن كل ما حدث اليوم ...لقد تركت له "الدبلة" ...... وعادت إلى المنزل وحدها!.... أجل انتهى كل شئ اليوم ...... لم تخبر أحد فى منزلها ، كانت تريد أن تحكى "لتوتة" و "ماجى" أولا..... وأيضا لم تكن تعرف كيف تبلغ أسرتها وماذا ستقول لهم.... صارحها أن أمه تفتعل معه المشكلات وتصب عليه غضبها لأنها لم تكن موافقة على هذة الخطبة من البداية ..... لم يعجبها أن يرتبط بزميلته فى الجامعة التى تكبره بشهور ..... تريد من هى أصغر منه.
لم تدعه يكمل ....شعرت بحرج عميق فى كرامتها .....بهدوء نزعت الدبلة وتركتها على المنضدة أمامه ومشت. لم يحاول اللحاق بها ....كان قد قرر نفس القرار ، ولكن ليحفظ لها ما يمكن أن يحفظه من كرامتها أعطاها الفرصة لتأخذه.
والآن تكتفى بوجه خجلان!.....لماذا لم تحكى كل شئ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

توتة: أنا هاخد أجازة قبل فرحك بأسبوعين إنشاالله تنطبق السما على الأرض... وهاجى أساعدك
ماجى: هو أمتى الفرح ياسندريلا؟ حددتوه ولا عاجبكم الحال كدة؟ (ترسل وجه آخر يغمز)
سندريلا: لأ........ سبكم منى دلوقتى أنتوا ناويين على إيه؟ فى حاجة جديدة الفترة الجاية؟.....

تفكر "توتة" أتمنى أن اجمع مابين حياة "ماجى" و"سندريلا" ...... أشترى نفسى ، وأجد الحب . العمل دوامة تغرقنى..... لا استطيع الأستمرار.
تفكر "ماجى" كبريائي أذلني ..... حولنى لــ "ست بيت" أتمنى أن ألقى بنفسى فى جو المغامرة الذى تحياه "توتة" ...... وقصة حب كالتى تحياها "سندريلا".
نفكر "سندريلا" علقت كل حياتى على الحب فسقطت ....خسرت كل شئ ..... آه لو احيا بحرية "ماجى" أو نجاح "توتة".
يطول الصمت فى غرفة الحوار..........

ماجى: أنتوا نمتوا ولا إيه؟
توتة: الشغل مش راضى يخلص هاتعفرت
سندريلا: أنا كنت عايزة اقولكم على حاجة......
ماجى: خير...
توتة: فرحينى بالذمة بقالى مدة مافرحتش.....
سندريلا: لأ مافيش بهزر معاكوا
ماجى: ياغلسة
توتة: بجد كان نفسى أكمل معاكوا ..... وكان نفسى الشغل يخلص ...... بس دماغى هاتولع ........أنا هاقوم بقى........
سندريلا: وأنا كمان مرهقة جدا ........ بس مش عايزة أسيبكم
ماجى: آه .........وأنا المستريحة اللى فيكوا ....طب قومى أنتى وهى..... وأنا كمان ورايا حاجات فى البيت
توتة: باى (ترسل قبلات وقلوب)
سندريلا: باى
ماجى: باى

تغلق كل منهن غرفة الحوار ولكن لا تغادرن حواسبهن!

تفتح "توتة" موقع ألعاب! تترك الشغل.... غدا ستقدم استقالتها وتسافر لخالتها حتى لاتضطر لإجابة التساؤلات.... يوم أخر فى هذا الضغط وستفقد عقلها ويموت مرحها للأبد ......... وكما قال "عم عبده" و"ماجى" ........ "صحتك يابنتى مش كدة".
تنخرط "سندريلا" فى البكاء ..... الآن فقط بعدما أضاعت فرصة أن تحكى "لماجى" و"توتة" تشعر بحجم الصدمة ....تدخل على موقع لحل المشكلات العاطفية وتبدأ فى صياغة قصتها.
تُقلّب "ماجى" بلا مبالاة فى المدونات ومواقع الرأى .... تتعجب من أن الناس يجدوا فى أنفسهم الحماس ليكتبوا كل هذا الكلام ..... وآخرين يجدوا حماس آخر ليتفاعلوا معه ............ من أين يأتي الحماس؟؟



الخميس، 18 يونيو 2009

عـن القـلـب الـزجـاج



منذ أن وعيت إلى حياتى...
وعرفت أنى ادعى "انسانة"...
وعرفت أنى أملك قلب...
قالوا لى أن أكون حريصة جدا...
لأن قلبى ليس كمثل باقى قلوب البشر...
فأنا وأختى ولدنا بقلب مختلف...
قلب زجاجىّ...
حذرتنى أمى وهى على فراشها تحتضر...
وكنت وقتها طفلة صغيرة لاأدرك...
قالت لى...
"يا أبنتى احترسى أشد الحرص لقلبك...
فهو من زجاج رقيق جدا...
إياك وحرارة الشوق الملتهبة...
وإياك وبرودة الحزن والوحدة...
كلتاهما ستحدث شروخا فى قلبك...
لا تسلمى قلبك لأحد...
فربما أسقطه...
أو بجهل صدمه...
ساعتها سيتفتت ولا شفاء...
ولا تملئيه بالأشياء والناس...
فقد لايحتمل..
وإياك أن تثقى فى قوته...
فتسافرى...
وتغامرى...
وتظنى أنه قوىّ وسوف لايخذلك...
فلو انشرخ ولو شرخ بسيط...
لن تستطيعى أبدا أن تداويه"....
وألتفتت إلى أختى...
وفاضت دموعها...
وقالت " أما أنت فشرخ قلبك كان اختيارك
فكونى بنفس شجاعة قرارك...
واحتمليه...
ليتنى كنت املك أن أنقل شرخك إلىّ...
أن أمتص ألمك واحتضر به...
أموت وتدفنيه...
ولكنك خاطرتى ياأبنتى...
وأخترتى رغم تحذيرى لك...
فكونى كما اردتى...
وحذرى أختك الصغرى...
فربما تستطيعى أن تمنعى عنها وتجنبيها...
مرارة التهشيم"...
وأراحت رأسها...
واستراحت روحها...
أدركت أن أمى فارقتنا...
وكدت أبكى...
ولكن أختى بدأت ممارسة دورها الجديد...
وحذرتنى...
"تدكرى كلام أمك......ولاتبكى"...
ولمّا رأتنى أسرب الدموع من عينى لقلبى...
حذرتنى أيضا...
"لاتبكى بكاء القلب...فهو الأخطر"...
ثم بضيق وعطف...
بنظرة جحدتنى...
فصمت...
عرفت من الحديث الأخير لأمى...
أن أختى الكبرى ذات قلب مشروخ...
ولما صرت أكبر قليلا...
كان هذا تفسيرا لأن أرى أختى كل يوم...
تستيقظ طول الليل ساهمة...
وتجلس ترقب الفجر على حافة النافذة...
أول ما أرى شعاع الشمس...
يكون ذلك اللامع على دمعتها...
تنام وتتغطى بغطاء أسود قبل سخونة الضوء...
لاتحتملها أبدا...
تحضر لحظات الغروب بحبور...
والدموع لاتتوقف أن تقطر من شرخها...
كم صارعنى فضولى أن اسألها...
لماذا الشرخ؟...
ولكنى خفت أن ألمها إذا دعوتها لتحسسه...
حتى جاء يوم...
كانت ليلة مقمرة...
وكانت دموعها الثخينة فائضة...
وكنت مؤرقة...
فكرت ،ما المانع لو سألتها؟...
وسألتها...
ماقصة هذا الشرخ...
ألتفتت إلىّ كأنى صعقتها...
وجحظت عيناها كأنى حية لدغتها...
ندمت بشدة على سؤالى...
خفضت عيناى...
انسكب الندم منهما...
رفعتها فوجدت عينيها تسكب حنين...
صمت...
فتكلمت...
"ياحبيبتى الصغيرة...
كنت اعلم أنه سيأتى يوم وتكبرين...
وتسألين...
عن شرخ قلبى...
ولولا أنك أختى...
ولولا أن لك قلب زجاجى مثل قلبى...
ما أجبتك...
بل ربما عاقبتك...
بل ربما...
قتلتك!..."
بان فى عينىّ خوف...
انعكاس لشراسة ألم فى عينيها...
رأته فأطفأت من احساسها...
أغمضت عينيها للحظات...
فتحتهما فوجدت فيهما ضعف!...
كيف!...
أنها قوية جبارة...
كيف أراها منهارة...
قالت "ياصغيرة...
أنها قصة طويلة...
بدأت يوم أن نظرت لقلبى...
فوجدته زجاج شفاف...
بلور نقى رقيق...
كنت احسد عليه...
ولكنى لم أكن احسد نفسى....
كنت أريد قلبا كباقى الناس...
يحب ويغامر ويسامر...
ولكنى أملك قلبا حساس...
قلبا لايحتمل ذبذبات صوت الكمان...
تمردت...
قررت...
أن اعتبر قلبى من فولاذ...
حملته فى صدرى وخرجت...
خرجت للحياة...
ابحث عن الحب...
ذاك الذى طالما قرأت عنه...
وطالما اشتقت عليه...
حتى ظننت إنى وجدته...
قال لى حبيبى "لما لاتشقى قلبك نصفين...
اصنعى لنا من قلبك البلور كاسين...
نملأهما من الحب ونرشف...
نشرب حتى نسكر..."
وافقت...
بيدى كسرت قلبى...
تألمت...
ولكنى فعلت برضا...
كنت ساذجة...
اعتبرت نفسى ضحيت...
من أجل الحب...
وضعت فى اختبار...
وبحماس أبليت...
وتخيلت...
إنى انتصرت...
للحب.
انتبهت من سكرة الحب الأولى...
فوجدته رحل...
وترك الكأسين مهشمين...
لم يشرب...
تركنى أشرب وحدى...
حتى غبت...
ثم هشم نصفىّ قلبى باستهتار...
استخدم الحب حبر...
كتب لى به رسالة شكر!...
يشكرنى إنى وثقت به...
ويشكرنى إنى-بسذاجتى-سحت له...
أن يكون أول وأخر الشاربين...
لم يكن يحلم أن يشرب فى الكأس القلب...
وبسخرية هنأني على جودة نوع الحب...
مع أنه لم يذقه...
تمنى لى حياة سعيدة...
ولم يوقّع.
لملمت الأشلاء...
بجزع ثبتها...
بكل قوتى حاولت إعادة دمجها...
ولكن القلب الزجاج لايلتئم...
وبقى ظاهر أنه مشروخ...
مع أنه بألف جرح مذبوح..."
لم تستطع أن تكمل أكثر...
كان الألم مزقها تماما...
أشفقت عليها بكل شفقة الكون...
استسلمنا للسكون...
لكنّ فضولى-بالرغم منى- سأل...
"هل كلتانا فقط من تملكان قلب زجاج؟"...
سرحت عيناها الحزينتان من النافذة...
أطالت النظر...
وكأنها أرسلت عيناها لتدور الكرة الأرضية...
عادت وصوبت عيناها فى عينى...
شهقت...
رأيت فيهما أبشع ما رأيت...
قلوب زجاج مشرّخة بآلام كالبروق...
وآلاف مهشمة كصخور بلا قيمة...
آخري مفتتة كرمال الصحارى...
جزعت...
قالت "عندى كلمة أخيرة...
خافى على قلبك ألف مرة...
وخافى ألف مرة أكثر من خوفك على قلبك...
أن تكونى بعمد أو بجهل...
سبب كسر أو شرخ...
قلب زجاج"...
2009-6