الثلاثاء، 23 فبراير 2016

ضع خلفية هاتفك المحمول صورة طفلة تبتسم



لتبتسم أنت أيضًا كل صباح

رغم الصداع الذي يلازمك

ورغبة الهروب من العالم لنوم أعمق وأعمق.

فابتسامتها ستجعلك

–وأنت تغلق منبهك المزعج،

رغم نغمته المختارة بعناية-

تبتسم ..


***


ولأن عيني الطفلة المبتسمة هما الجمال

الجمال كما ستراه لاحقًا مجزأ في الطبيعة والبشر

كل الصفاء والصدق والهدوء والاغواء فيهما

ليس كعينيّ فتاة الإعلان التي تنتظرك

بحجم مبالغ فيه،

وألوان ملطخة ومعدلة بالـ"الفوتوشوب"

علي لوحة الإعلانات في محطة الأوتوبيس.

لكن بلمعة يستعيرها ممثلوا الأوسكار

في بعض التعبيرات النادرة

ومع ذلك لاتُستحضَر بكل هذا الوضوح

الذي في عيني الطفلة.


***


ولتملك الحافز لتعمل

تعمل أي شيء وكل شيء

لأجل أن يكون العالم أفضل

كبيئة تضمن سلامة تلك الابتسامة

ولأجل الحفاظ  علي لمعة العينين من أن تخبو


***


ولأن ابتسامة وجه الطفلة

بجرعة المرح والفرح فيها

احتفال قائم بذاته


***


ولأجل الخزي!

الخزي الذي يلازمك مع عقدة الذنب

لأنك كذّاب

ومنافق

ومخادع

وتبتسم كل يوم في وجه الناس لأجل المنفعة

حتي لو كانت المنفعة أن يتركوك لحالك

بينما هي تبتسم بصدق يكفي أن يفضح البشرية كلها

لو تَملّك منها

فلربما تقتادك ابتسامتها للتوبة.


***


ولأجل الإيمان

والفرح

والرجاء

الذي يهبه الله للإنسانية ولم يجفف منابعه

في وجه طفلة لايمكن أن يدفعها أحد

 –ولاحتي نفسها-

أن تتصنع ابتسامتها

من دون أن تشعر في قلبها الصغير

بتلك المعاني، حتي وهي لاتدركها

باسماء وتعريفات منفصلة مفصلّة

لكنها تعرف التعبير عنهم بوضوح

في ابتسامتها.


***


حتي إذا أتتك المكالمة تلو الأخري

تحمل الأخبار المزعجة

والأوامر الضاغطة

والحكايات المرهقة

وحتي إذا تصفحت شبكاتك

ودفعت باصبعك السطور والصور لأعلي

فإذا بها تلقي في روحك أثقالًا وتطير.

يكفي أن تنظر في النقلات

بين المكالمات والرسائل والتطبيقات

لخلفية هاتفك المحمول

وتطالع وجه الطفلة التي تبتسم

فتلمس أعماقك ..


وتبتسم.