الاثنين، 7 فبراير 2011

عن الرجل الذى قهر الداخلية بالملوخية ...



الصورة دى من بلكونة بيتنا ... من موقع الحدث اللى عليه الكلام


المرة دى مش قصة ... حكاية







آه فرق كبير طبعا ... دا توثيق لموقف حدث بالفعل











المكان : تحت بيتنا بالظبط ... قدام كنيسة العائلة المقدسة ... النص الشمال من ميدان ناصر.















الزمان : الجمعة 7 يناير 2 0 1 1

الساعة داخلة على واحدة الضهر ... معاد خروج صلاة الجمعة.















الحدث : حالة غير مسبوقة فى تاريخ الميدان من التوتر ... من أمبارح بليل زهُما مِفضّيين رصيف الكنيسة كله من العربيات التى بتركِن "صف موازى للرصيف" ... والجديد اللى محصلش قبل كدة أنهم فَضّوا الرصيف اللى قُدامُه من العربيات الراكنة "عمودى على الرصيف" ... أول مرة أشوف الميدان –اللى ماهو إلا جراج كبير- فاضى ، حتى ولو جزئياً بالشكل دا ... دا يوم مادخّلوا الغاز الطبيعى ماعرفوش يفضوه كدة .....







من وقت حادثة ليلة راس السنة بتاعت التفجيرات كنيسة الأسكندرية والدنيا قلق ... شالوا قوالب الطوب –اللى كانت أضيفت بعد تهديدات تفجيرات القاعدة- وحَطّوا أقماع فسفورية والحواجز الحديد بتاعت كماين المرور ... ، أول ماشفت الأقماع اتحطِت بدل القوالب عرفت إن الخطر بقى بجد ... ويوم ماجت الحواجز الحديد أتأكدت إن الداخلية مش بتهزر. جِه مخبُر بلبس مدنى شبه "أنا ميمو ياض" بتاع فلم "أنا وهو وهى" وعدد فى حدود صوابع الإيدتين أمن مركزى كقوة إضافية على العسكريين –هما كانوا أتنين- بتوع الكنيسة الأصليين. كدة الداخلية جابت أخرها بتطليع ورقة رجل الأمن المركزى أبو عصاية !.









ليلة العيد الناس كانت بتصلى وماحدش فاضى ... والأمن كان متشنج على الفاضى. بس النهاردة العيد ... ولأول مرة فى تاريخ أعياد المنيا السعيدة –وأعتقد مصر كلها- تتقفِل الكنايس فى وِشّنا الصبح ! ... قرار من الأمن ... طب هانتجمَع فين وهناخد عيدية من مين ؟ ... وهانخرج أزاى خدماتنا وفسحنا وأحنا اصلا مااتجمعناش ؟! ..... نهايتُه.





من البلكونة بتابع ... صلاة الجمعة شغالة ... الكنايس مقفولة صحيح بس احتمال الاشتباك لسة وارد رغم عدم وجود تجمعات لشباب مسيحى ، ممكن يطلعوا من تحت الأرض –بالذات إن كان فى كلام عن وقفة احتجاجية بتى شيرتات سودا على الكورنيش- مع اللى طالعين من الجوامع هاتبقى زيطة.









فجأة ظهر رتبة ! ... كان حاطط كرسى وقاعد فى الشمس من بدرى وماحدش كان واخد باله مِنُه ... أكيد هو حَدّ مُهم رغم أنى مش شايفة اللى على كتافه ... بس البالطو الأسود والنضارة الشمس واللاسلكى والعصبية اللى بيزعق بيها ... كلها حاجات تنتمى لـ"تيمة" معينة ... واحدة بس منها كفيلة بأنها تقولك أن صاحبها راجل مهم ... مهم مهم يعنى مش كدة وخلاص.







بيتجمع شباب من سكان الأبراج اللى قادمنا ساندين على العربيات –برّة حدود المنطقة الواسعة المتقفلة- بيشربوا ساقع من البقال ... فبيكلمهم واحد من الأمن المركزى وبيبعدوا شوية مالهومش لزمة !. ظابط أو لوا أو مش عارفة هو إيه ، المهم أنه حد بلبس ملكى من سكان الأبراج جاى بحُسن نيّة يركن العربية فيجرى عليه المُخبِر ضخم الجثة –"أنا ميمو ياض"- ويقوله بصوت يليق بجسمُه بيسمعنى بوضوح وأنا فى الرابع ... "لمؤخذة ياسعادة البيه ... معلش تعليمات ماأنت عارف ، ممكن حضرت تركن هناك عند قصر الثقافة ... بس معلش لمؤخذة ... هتاخد ورا وتلف علشان ممنوع نفتح هنا ... لمؤخذة تعليمات".







أبو بالطو ولاسلكى بيتكلم بصوت عالى وعمّال يزعق فى العربيات الداخلة الميدان علشان ماحدش يفتح معاه موضوع أنه يفتح الحواجز ويعديها ... نُص الميدان مقفول لأول مرة حاجة تعمل قلق ... كانوا قفلوا الميدان كله أسهل مايقفلوا نُصّه ويقنعوا اللى دخل فى نُصّه أنه يلف من ورا ... وماحدش عارف "ورا" دى منين على فين!.







كل الناس –الأمن- واقفة وحالة توتر مالهاش أى مبرر ... مافيش مشكلة أمنية غير اللى هُمّا عاملينها بالحواجز !. أتنين بموتوسكل عايزين يعدوا علشان معاهم "كومبرسور" هوا تقيل لمحل بيتوضب داخل فى كردون الإخلاء ... بياخد ظابط الأمن المركزى أذن المُخبِر ... اللى بياخد أذن الرتبة ... وكل واحد بيفهّم التانى بالأشارات ويرجع يشاور على الموتوسكل الى بيقوم الراجلين اللى عليه بدورهم بالمشاورة على "الكومبرسور" على أساس أن أكيد الكلام عليه. فيشاور الرتبة بـــ"لأ" ... وبيديهم ضهره تانى ويكمّل كلام فى اللاسلكى ، بينهى المخبر الموضوع بــ"لِفّ من ورا" !! ... ورا فين ؟؟ ... أما المحل أهو على بُعد خطوتين ! ... بينزل الأتنين الصنايعية ويشيلوا "كومبرسور" على قلبهم يدخلوه المحل وأمرهم لله ... بيعدوا بـ"الكومبرسور" عادى مع أن شكله قنبلة قنبلة ! ... يعنى هى المشكلة كانت فى الموتوسكل ؟!.









بيجى واحد بعجلة وهايعدى من بين الحواجز علشان المسافة أصلاً تعديه وهو مش حاسس أنه بيعمل حاجة غلط –عادى عجلة- بس واحد من عساكر الأمن المركزى اللى كان واقف زهقان من بدرى حَبّ يعمل حاجة بدل ماهو واقف كدة فزعق للراجل وهو بيشاور فى الأربع اتجاهات الأصلية "من ورا" !!. فيلف الراجل ويختفى عن الأنظار ! ... غالباً مش من هنا وتاه .....







فجأة يظهر البطل فى الأفق ! ... مش فى الأفق لأ ... دا قدام الحواجز الحديد بالظبط ... كأنه طلع من تحت الأرض. "آآآآملوخية" ... بيقولها بلحن موزون صوت عالى وهو حاطط إيده جنب وشه وبيقسّم ... "آآآآملوخية". راكب على مقدمة العربية الكارو ورافع راسه وبيقول من قلبه وهو قافل عينيه –لزوم السَلطَنة- وسايب القيادة للحمار ... ومن سواه ؟؟ ... بيوصل الحمار لبين الحاجزين اللى قافلين الميدان بالعرض ويعدى راسه ... بس أكتر من كدة مابينفعش يعدى ... فبيقف.







بينتبه الراجل –أبو جلبية وعِمّة كبيرة ووَش أسمر يستحيل وصف ملامحه من كُتر الكسرات والتقطيبات- إلى توقف الرَكب ، وغالباً الحمار بيحس بإهانة لا يرضاها له صاحبه ، فبينزل بسرعة وثقة ويشيل الحاجز الأول يحُطّه على جنب!.









الحركة كانت جريئة ومفاجأة وفوق توقع أى حَدّ !! ... بتوع الأمن المركزى اتلموا يتفرجوا من على الرصيف وهُمّا مادين راسهم زى الأطفال اللى بيشوفوا عمو صياد السمك وهو بيطلّع سمكة بتلعب وخايفين يقربوا لتفُطّ فى وشهم ، والمخبر -"أنا ميمو ياض"- اتسمّر فى مكانه وحَطّ إيد فى وسطه والتانية على راسه زى اللى نايم على البلاج !. الراجل بكل براءة وعزم وقف نادى "آآآآملوخية" ... وبعدين لفّ علشان يشيل الحاجز التانى !!.









أول واحد اتخلص من تأثير الصدمة كان المُخبر... من مكانه "أنت ياعم ..... يا أبويا ...." ... الصوت كان عالى وبيجسّم حجم المأساه لدرجة لفتت نظر "الرتبة" فى أول المنطقة المحاصرة وهو بيتخانق فى عربية ... ماكنش واخد بالُه ، وأخد زمن أكبر من زمن تجمد العساكر والمخبر ، والمخبر مستنى رد فعله والراجل واقف مستنى يشوف أخرة وقف الحال دا إيه !!.





أنا عن نفسى توقعت أنه يطَلّع طبنجتُه وينشّه رصاصتين أقل حاجة !! ... دا فك الحصار يارجالة !! ... دا بيتحدى الداخلية !! ... استغفر الله !! ... لأ كله إلا كدة .....









بَصّ "الرتبة" للمخبر وقاله بعصبية "سيبه ... سيبه" !!!. مابيستناش الراجل المخبر يقوله حاجة ... بيروح يشيل الحاجز التانى! ... كدة فتح الميدان ع البحرى !! وبيسحب الحمار بهدوء وود فيه اعتذار –لشخص الحمار طبعاً- ويحط إيده على خدُه ويرفع راسه ويغمض عينيه "آآآآآملوخية".







بيعدى المنطقة المُفرغة من العربيات ... بيقف كل خطوتين وينادى ويبص على العمارات والأبراج يدوّر على "سَبتْ" نازل أو مشبك غسيل فيه فلوس علشان يدّى الحزمة للبواب يطلعها ... ينتبه واحد من عساكر الأمن المركزى أن الحواجز ماحدش رَجّعها مكانها فيجرى يرجعها ... والغريبة أنه كان فى عربية صغيرة بتاعت ساكن من سكان الميدان ورا الكارو مأتجرأتش تاخد عجلة لقدام ... صاحبها كان بيتفرج وبعدين لَفّ غلشان ياخد مارش ويشوف رَكنّة ... "ورا".





مشى الراجل بسرعته العادية وهو بينادى –وطبعاً ماحدش أشترى- لحد ما وصل لأول الحصار الناحية التانية ... وكرر عملية فتح الحواجز مع وجود أقماع إضافية فى الناحية دى ... شال واحد وزَقّ التانى برجلُه !! وعدى هو والحمار ، وكل الناس –العساكر والمخبر والرتبة- بيودعوه بعنيهم ... بينادى وهو بيحود ويختفى ... "آآآآآآآآ ملوخية". بيختفى وبيختفى صوته ... وبيجرى واحد تانى أمن مركزى يقفل المعبر –آه المعبر- من الناحية التانية.





ماقدرتش أمنع نفسى من ضحكة مندهشة عالية رَنّت فى الميدان لدرجة أن "الرتبة" أبو نضارة شمس رفع راسه هو والمخبر ، فدخلت بسرعة ورديت الشيش. كملت ضحك لحد مادمعت !! ... مسحت دموعى وأنا بفكر ومش قادرة أصدق اللى شفته !! ... لو عنيا دول ماكنوش عنيا –أنا المواطنة السلبية الغلبانة- وكانوا عنين أرهابى من اللى الهيلمان دا كله معمول علشان سواد عيونهم ، كانت هاتبقى استفادته إيه من المشهد دا ؟؟ . ولو الراجل الذى قهر الداخلية دا ماكانش بتاع ملوخية وكان من اللى عايزين البلد تبقى ملوخية أكتر ماهى ، كانت هاتبقى الخطة دى كلها لزمتها إيه ؟؟ ... هو صحيح الداخلية عاملة احتياطات أمنية وحالة تأهب ماتخرش المية ؟؟ ... مش متأكدة ... بس اللى أتأكدت منه أن خطة الداخلية يتخُرّ ملوخية.