الأربعاء، 27 نوفمبر 2013

ذات





*كنت هاكتب أن الرأي غير موضوعي وغير محايد علشان ماقرتش الرواية .. بس بقيت حد –بقث في ذوقه الأدبي- قرا الرواية ليه نفس التعليق
https://www.goodreads.com/review/show/671571060
 فتوكلت علي الله. :)



*المسلسل دا كسر قاعدة قوية اعتنقها .. ألا وهي "أي عمل أدبي يتعمل دراما، فيالعمل الأدبي أحسن وأجدر بالاتفات بل يجب مقاطعة الدراما تماماً لو في نية لقراءة العمل أو سبق قراءته، لأن الصرف علي الخيال هايكون أعظم بما لايقاس من أي انتاج سنيمائي أو تليفزيوني .. كمان الرقابة بتفرض حاجات مش بتتفرض علي الأدب، وكذلك ظروف الإنتاج وتوجهاته .."
لكن المسلسل دا بالنسبة لي أروع بكتير من لو كنت قريت كل تفاصيله .. أقل حاجة علي سبيل المثال أزاي كان هايحسسني بإعلانات التليفزيون والأغاني وهي شغالة في خلفي حوار الشخصيات ؟؟ كان هايكتب (وتدور في الخلفية أغنية كذا كذا) ؟؟ يبقي فصيل الصراحة
:D
بالأضافة لتفاصيل اللبس والسكوت والكلام .. وحاجات تاني هاقولها في اللي جاي.



*المسلسل مافيهوش قصة! .. وكذلك أكيد الرواية .. قصة قصة "كل" بيت مصري بلا استثناء.. زي ماحد يجيب يقولك هاحكيلك قصة "مرة واحد صحي من النوم غسل وشه وراح الشغل ورجع اتغدي ونام وصحي اتفرج علي التليفزيون ونام" أيوة فين القصة بقي ؟؟ هي دي القصة .. قصتنا كلنا .. كلنا عندنا في عائلتنا المهاجر اللي بيحب البلد وعايز يرجع، والمهاجر اللي ساب البلد ومش طايقها .. واللي مات في حادثة واللي بيحكلنا عن أيام الحرب، واللي واللي .. أمال إيه لزمة المسلسل؟



*المسلسل بيعمل توثيق بديع لمصر من 1952 إلي 2011 توثيق جميل! كل مرحلة بمشاكلها وبخاصائصها بفنها باراءها ... والمعلومة لما توصل في الدراما غير لما توصل كخبر، الإدراك بيبقي مختلف .. يعني علي سبيل المثال :
خالتي بتحكيلنا أن عمارة كاملة –اللي في هليوبوليس- اللي وقعت في زلزال 92 كان فيها واحد صاحب مايكل –ابن خالتي- والأتوبيس وصل لحد هناك لقي العمارة واقعة خد الولد رجع بيه المدرسة.
الخبر دا لما اسمعته ماعيطش ولا انهرت .. اتأثرت بس عادي.
لما شفت في المسلسل أن صاحبة ابتهال كانت فيها وماتت هي وأخواتها عيطت جداً وأتأثرت جداً جداً وحسيت بالفاجعة.
ليه في فرق  في التأثر رغم أن الخبر هو هو بكل تفاصيله، بالعكس الأول بالنسبة لي واقعي 100% ؟؟ هو دا تأثير الدراما.




*ملحوظة: المسلسل دا شحتفني أكتر من أنفلوانزا الصيف.



*موضوع الأتوبيسات اللي بيدخل فيها قطورات عند المزلقانات دا طلع قدييييييييم !! .. لو في مصر جمعية اسمها "جمعية الحفاظ علي تراث دخول القطارات في أتوبيسات الأطفال عند المزلقانات" .. فالجمعية دي أنجح مؤسسة في مصر، لأن الزمن مش مأثر فيها .. يعني موضة القصير والشارلستون راحت .. والموضوع دا مارحش .. لأ بجد إحنا مدهشين.



*التفاصيل! .. التفاصيييييييييل !! .. مش ممكن الاتقان في التفاصيل !! .. لوجو بيبسي اللي شكلة اتغير علي صناديق الحاجة الساقة علي مر الزمن .. ولوجو القناة الأولي علي التليفزيون .. شنط السفر المتخزنة فوق الدولاب .. الصور وورق الحيطة .. المجهود باين جداً في المحافظة علي الفاصيل مش زي أفلام هليوود القديمة اللي بيظهر في الخلفية طيارة :D
براااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااافو!




*بعد الإشادة السابقة مش قادرة اسامح المصور علي مشهدين .. مشهد الأسرة كاملة علي سفرة الأكل متكدسة علي 3 أضلاع علشان الكاميرا تصور من الضلع الرابع .. ونفس الفكرة في الحلقات الاخيرة علي تربيظة القهوة .. مش قادرة اسامح لأ .. ليناردوا دافينشي بجلالة قدره لحد دلوقتي ماحدش مسامحه علي صورة العشاء الرباني علشان نفس الغلطة .. اسامح أنا ازاي !! أزااااااااي !! :D




*فكرة أن الأسرة الواحدة فيها كل الأفكار والتوجهات علي المتسوي السياسي والديني وكل حاجة .. فيها (الأخواني- والثوري – والفلول – والناصريين – و ....) وبيختلفوا وبيتخانقوا من قبل الثورة ويقاطعوا بعض كمان! .. بيجمعهم سرير مستشفي لحد غالي عيان .. ومنها هاننتقل للنقطة الجاية.




*المصريين كل ظروف حياتهم مأساوية جداً، ومش منطقية أبداً .. بس عايشين بالحب وستر ربنا .. الله يمسيك بالخير يامرسي:D
منها ننتقل للنقطة التالية ...




*لو في شك أن المواطن المصري دا هايدخل (الملكوت/الجنة) حدف .. فالمواطنة المصرية لاشك في دخولها واستقرارها لأنها "قد استوفت البلايااااااااااااااااااا" ..





*(مشهد بكاء "ذات" في الحمام) .. بس كدة .. عبقري جداً جداً جداً دا في مرة اتكرر فيها !! .. فكرة أن الكاميرا ترصد واحدة بتعيط في الحمام كذا دقيقة من غير كلام دي عبقرية مخرج –ومخرجة .. علشان اشترك في الاخراج كاملة أبو ذكري وخيري بشارة- ماحدش بيتكلم ولا بيقول هي بتعيط ليه .. ولا حتي الصوت الداخلي الموجود طول المسلسل .. مشاعر الذل والقصر وقلة الحيلة بتوصل أبلغ من أي كلام .. وكل ما الوقت بيطول بتيجي فكرة تاني للمشاهد عن سبب من أسباب العياط  .. بيدي للمشاهد فرصة يفكر مع نفسه في الشخصية مشاكلها ويتعاطف معاها .. عبقرية جداً .. وفي الحلقة اللي قبل الأخيرة تقريباً لقيتها بتتكرر تاني .. فعرفت أنها مش صدفة .. دا اتفاق بين كاملة وخيري ;)




*عاجبني اختلاف الأراء للشخصيات في نفس المواضيع مع اختلاف الزمن .. دا اللي بيحصلنا في الحقيقة .. مش طريقة الدراما الكارتونية أن كل شخصية تتبني موقف للنهاية علشان المشاهد مايتلخبطش.




*الراجل المصري في المسلسل: تحية للكاتب والنخرج والممثل اللي اشتغلوا علي شخصية "عبده" .. رائعة جداً جداً .. دايماً في الدراما الساذجة بيبقي الراجل ياإما طيب ولطيف وفتي أحلام .. يا إما وحش كاسر بيشخط وينطر ويكسر ماحدش عارف ليه! بس لازم يبقي شرير وتكرهه علشان الخط الدرامي وتتعاطف مع البطلة ..
بس هنا عبده كان هو الراجل المصري .. اللي بيطفي التليفزيون لما يدخل ويزعق علشان اللي بيشوفه برة .. واللي بيشيل حماته فوق دماغه من فوق رغم أنه بيتخنق منها أحياناً .. واللي بيحب أم العيال ومش فاهمها .. وبيلوم عليها طول الوقت ومايسنحملش الهوا يمسها .. اللي في فرح بينته مش عارف يتكلم وبيحكي قصة لما جالها الغدة النكافية .. واللي بيفضل شايل هم بنته وأحفاده حتي بعد جوازها .. اللي بيزعق للبنات ويضربهم لما طالبوا فديو .. وبعدين يدخل يعيط معاهم وهما بيشرحلهم ليه مش هايقدر يشتريه .. اللحظة دي من كتر ما أثرت فيّ كان نفسي أروح أجيب ذات من المطبخ علشان تشوف جوزها في لحظة زي دي :D




*شخصية انتصار كمان عبقرية! .. وأحب أضيف أن المكياج واللبس بتوعها كانوا متقنين لدرجة رائعة .. لما كبرت مش مسكرة بيضا ونضارة وخلاص! .. مش عارفة ازاي عملوا عنيها وخففوا حواجبها وأسنانها كأنها مش موجودة!
وهكذا جسم الممثلين لما بيكرشوا ويتخنوا ...



*أخيراً المشهد الاخير لما الثورة بتقوم وهي بتبقي واقفة قدام عمارة تحت الإنشاء دي عبقرية .. مشهد مافيوش كلام ولا حركة بس هي دي العبقرية.



برافو :)