ينهض من فراشه محاولاً عدم إيقاظ زوجته .. يسير
بقدمه الحافية على البلطات الثلجية .. يمر فى الطريق من حجرته لـغرفة البنات
بشظايا الزجاج المكسور منذ أسبوع .. قدمه المخدرة من البرد لاتشعر باختراق قطعة
زجاج لها .. يكمل سيره الهادئ وهو ينزف..
يرفع الغطاء المنزلق عن الصغريتين ، ويلحق دمعة الهاربة الدافئة ، كى لاتحرق جدلهن الناعم بخوفها وحسرتها ..
يعود لغرفته ليجد "ماجدة" جالسة على السرير شاخصة إليه بعينتين معبأتان بدموع لهما نفس التركيبة العاطفية ..
يرفع الغطاء المنزلق عن الصغريتين ، ويلحق دمعة الهاربة الدافئة ، كى لاتحرق جدلهن الناعم بخوفها وحسرتها ..
يعود لغرفته ليجد "ماجدة" جالسة على السرير شاخصة إليه بعينتين معبأتان بدموع لهما نفس التركيبة العاطفية ..
***
-ينفع يوم عيد تنكد على مامتك أكتر ماهى متنكدة كدة ؟؟
-أنا خدت القرار دا علشان ماتتنكدش أكتر ..
-ياعاطف .. أنت بس بتقول كدة علشان الحادثة لسة طازة ومشاعرك متأثرة ، لكن بعد ...
-مافيش لكن ..
يصرخ ويطوح حذائه الذى كان منحنياً لنزعه ..ويقف فى مواجهتها ..
-لكن إيه ؟؟؟ ماسمعتيش عن الأب اللى بناته الأتنين ومراته ماتوا فى الأنفجار ؟؟ وأمى اللى دمعتها على خدها مانشفتش من ساعتها وهى ماتعرفش حد فى كل اللى ماتوا وأتصابوا .. لو كنت أنا أو واحدة من البنات اللى "روحها فيهم" زى مابتقول .. مش كانت زمانها ماتت بحسره قلبها ؟؟ إذا كنتى أنتى مش خايفة على بناتك أنا ماعنديش أغلى منهم .. مش هاستحمل أشوفهم جثث مقطعة ؟؟ إحنا مالناش عيش فى البلد دى .
(تجرى لتغلق باب الحجرة .. وتلتفت إليه)
-أهدى يا عاطف .. أهدى أرجوك .. أكيد أنت عارف أنا بحبك أنت والبنات قد إيه .. أنتوا كل دنيتى .. بس أزاى بسهولة كدة تاخد قرار الهجرة ! .. دا أنت وحيد أمك !! .. وبعدين هانروح فين وهانشتغل إيه ؟؟ ..ماأحنا هنا مستريحين فى شقتنا التملك اللى ع البحر اللى كل الناس ...
-شقتنا اللى قزازها أتكسر م الأنفجار ؟؟ شقتنا اللى فيها كل حاجة إلا الأمان ؟؟ هاخد أمى معانا نروح أى حتة بعيد .. إن شالله نروح لبيا عند أبن عمى .. وأهو مهندس زىّ وهايعرف يلاقيلى شغل معاه.
-عاطف أنا مقدرة مشاعرك بس لازم نفكر بهدوء و ..... إيه الجرح اللى فى رجلك دا ؟؟؟
***
تحتضن حماتها وتبكى ...
-كانوا زى اليومين دول بالظبط من سنتين ... كان هربان م الانفجار .. قلتله نفكر .. قلتله بلاش .. صدقينى يا ماما قلتله بلاش .. كان بيهرب ؟؟ أهو سابنا بنفس الطريقة اللى هرب منها .. هانعمل إيه لوحدينا دلوقتى .. نقول للبنات إيه ؟؟ .. ماما .. ردى علىّ .. ردىّ علىّ قوليلى أقول للبنات إيه ؟؟ قوليلى أقولهم العيد فى مصر وبرة مصر مش بيجى ليه ؟؟ .. وقوليلى أقولهم فين بابا.
________________________________________________
http://www.el-balad.com/354094
"موضحًا أن التفجير استهدف مبنى الخدمات المجاور للكنيسة وأسفر عن مقتل شخصين من خدام الكنيسة أحدهما من سمالوط والآخر من الإسكندرية وإصابة آخرين"