الأحد، 30 ديسمبر 2012

انفجار ليلة رأس السنة ...





ينهض من فراشه محاولاً عدم إيقاظ زوجته .. يسير بقدمه الحافية على البلطات الثلجية .. يمر فى الطريق من حجرته لـغرفة البنات بشظايا الزجاج المكسور منذ أسبوع .. قدمه المخدرة من البرد لاتشعر باختراق قطعة زجاج لها .. يكمل سيره الهادئ وهو ينزف..
يرفع الغطاء المنزلق عن الصغريتين ، ويلحق دمعة الهاربة الدافئة ، كى لاتحرق جدلهن الناعم بخوفها وحسرتها ..
يعود لغرفته ليجد "ماجدة" جالسة على السرير شاخصة إليه بعينتين معبأتان بدموع لهما نفس التركيبة العاطفية ..


***

-ينفع يوم عيد تنكد على مامتك أكتر ماهى متنكدة كدة ؟؟
-أنا خدت القرار دا علشان ماتتنكدش أكتر ..
-ياعاطف .. أنت بس بتقول كدة علشان الحادثة لسة طازة ومشاعرك متأثرة ، لكن بعد ...
-مافيش لكن ..
يصرخ ويطوح حذائه الذى كان منحنياً لنزعه ..ويقف فى مواجهتها ..
-لكن إيه ؟؟؟ ماسمعتيش عن الأب اللى بناته الأتنين ومراته ماتوا فى الأنفجار ؟؟ وأمى اللى دمعتها على خدها مانشفتش من ساعتها وهى ماتعرفش حد فى كل اللى ماتوا وأتصابوا .. لو كنت أنا أو واحدة من البنات اللى "روحها فيهم" زى مابتقول .. مش كانت زمانها ماتت بحسره قلبها ؟؟ إذا كنتى أنتى مش خايفة على بناتك أنا ماعنديش أغلى منهم .. مش هاستحمل أشوفهم جثث مقطعة ؟؟ إحنا مالناش عيش فى البلد دى .
(تجرى لتغلق باب الحجرة .. وتلتفت إليه)
-أهدى يا عاطف .. أهدى أرجوك .. أكيد أنت عارف أنا بحبك أنت والبنات قد إيه .. أنتوا كل دنيتى .. بس أزاى بسهولة كدة تاخد قرار الهجرة ! .. دا أنت وحيد أمك !! .. وبعدين هانروح فين وهانشتغل إيه ؟؟ ..ماأحنا هنا مستريحين فى شقتنا التملك اللى ع البحر اللى كل الناس ...
-شقتنا اللى قزازها أتكسر م الأنفجار ؟؟ شقتنا اللى فيها كل حاجة إلا الأمان ؟؟ هاخد أمى معانا نروح أى حتة بعيد .. إن شالله نروح لبيا عند أبن عمى .. وأهو مهندس زىّ وهايعرف يلاقيلى شغل معاه.
-عاطف أنا مقدرة مشاعرك بس لازم نفكر بهدوء و ..... إيه الجرح اللى فى رجلك دا ؟؟؟

***
تحتضن حماتها وتبكى ...
-كانوا زى اليومين دول بالظبط من سنتين ... كان هربان م الانفجار .. قلتله نفكر .. قلتله بلاش .. صدقينى يا ماما قلتله بلاش .. كان بيهرب ؟؟ أهو سابنا بنفس الطريقة اللى هرب منها .. هانعمل إيه لوحدينا دلوقتى .. نقول للبنات إيه ؟؟ .. ماما .. ردى علىّ .. ردىّ علىّ قوليلى أقول للبنات إيه ؟؟ قوليلى أقولهم العيد فى مصر وبرة مصر مش بيجى ليه ؟؟ .. وقوليلى أقولهم فين بابا.
________________________________________________
http://www.el-balad.com/354094
"موضحًا أن التفجير استهدف مبنى الخدمات المجاور للكنيسة وأسفر عن مقتل شخصين من خدام الكنيسة أحدهما من سمالوط والآخر من الإسكندرية وإصابة آخرين"

الجمعة، 28 ديسمبر 2012

قال يعنى بكتب خبرات ... وكدة.





+غالباً الحوار اللى بيبدأ بتبادل عبرات الاتضاع والمدح والمجاملة .. بيكون دا أخر ظهور ليها فى الحديث .. الحاجة اللى بنصرح عنها بذِكر جوهرها، بتهرب هى من نفاقنا بذاتها وروحها.

+اكتشفت أنى بتعصب جدااااا لما أبقى مع حد –ماما مثلاً- فى مشوار ويجليها تليفون ، وهى كمان بالنسبة لى ! .. تبقى مش عارف توريله الحاجة اللى بتتفرجوا عليها فى محل سوا .. ولا تطلعوا ولا إيه ؟؟ .. ولو صحاب قاعدين فى مكان بتطلبوله أى حاجة كأنه مش موجود علشان معاه تليفون ، إضافة للازعاج اللى بيعمله اللى بيجيله تليفون .. وياسلام بقى لو اللى قدامه مش سامعه كويس.
وعلى الطرف الآخر بتعصب جداً لما أكلم حد ويبقى فى محل أو مع حد فى مشوار .. تبقى بتشرح حاجة بمنتهى الانهماك وتلاقى الطرف التانى " مم .. مممم ... ممم .. لأ نفس اللون بس مقاس أكبر بقى" !!!!!!!!
كدة التلت أطرف (المتصل والمتصل به واللى معاه) –بخطين العلاقات (اللى على التليفون واللى فى نفس المكان)- متأزمين .. أمال الموبيل كدة خدم مين ؟؟
الخلاصة اللى وصلتنى "الموبيل يساعد بسهولة على التواصل / الموبيل يدمر بسهولة التواصل".

+الحاجة اللى بتقدمها / الكلام اللى بتقوله / عمل الخير اللى بتعمله / الهدية / الحفلة المفاجأة بتاعت عيد ميلاد حد / ..... كل الحاجات دى جمالها وتأثيرها مش فى جودتها أو إنها تبقى "متكلفة" –مادياً أو معنوياً- لكن فى أنك تبقى "شايف" الإنسان اللى بتقدمله الحاجة دى ... آه "شايفه" بس ! .. لكن "شايفه" كويس.

+كنا معديين جنب مقلّة .. شفت شوال "الدوم" .. رد فعلى –اللى كان معتاد- هو أنى اجرى على الشوال وأبدأ أختار الأطرى والأكبر .. وأسيب ماما تواجه احراجها قدام البياع ، وتدفع تمن اللى اخدتهم ، المرة دى كان الحوار التالى :
أنا : الله ! إيه دا دوم .. عايزة دوم.
ماما: خلاص طيب بعدين ..
أنا : ماشى .. أنا أصلاً مش متشجعة .. مش عارفة بقيت بخاف على سنانى قوى ليه .. مع انى زمان ماكنتش بخاف.
صاحبة ماما: علشان عرفتى الخوف أصلاً.
أنا: ...... !!! .... (بفكر) ... أصلى لما عرفت الدوم المكسر جاهز بقيت عارفة ان فى حاجة أسهل.
ماما : بس الدوم اللى على بعضه ليه متعة أكبر.
طنط : ليه ؟؟
أنا : علشان كنت بنفضل ناكل لحد ما لثتى تنزف.
الفترة الجاية هحاول أطرد كل الخوف اللى اتسربلى .. يارب.

+الناس –وأنا- مابقتش متوقعة أن حد ممكن يكلم حد لمجرد أنه يسأل عليه بس .. تلاقى المكالمة فيها ترقب ورتابة فى الأول لحد ما الطرف التانى يسكت علشان الأولانى يسأل عن الحاجة اللى متصل يسأل عليها. المقدمة غير حماسية "كلاشيهية" مافيهاش معلومات حقيقة "أزيك .. تمام .. نشكر ربنا .. صحتك ؟ .. كويسة .. الشغل .. المدام .. طب الحمد لله". ياسلام بقى لو الناس تتصل تسأل على بعض .. هاتبقى مفاجأة رغم الاتصال اليومى !

+كنت بتكلم مع واحدة بطريقتى اللى تغيظ –بعترف- بقولها دا كفاية أنك تبتسمى فى وش حد .. قاطعتنى فى الكلام –وأنا لو مكانها كنت قاطعتنى خالص- وقالتلى بلاش الكلام دا بقى. معاها حق. بس بجد اليومين دول بالذات فى مصر .. لو ابتسمت فى وش حد رد الفعل اللى بيبقى على وشه لحد ما تسيبه هو
 "التتنيح -> الاستغراب -> ابتسامة موجسة -> ابتسامة من اللى أنت ابتسامتهاله الأول بتزود ابتسامتك تلقائى ->(بعد ماتمشى) ابتسامة متوجسة -> الاستغراب -> التتنيح" .. غالبا مش بتلحق كل الانفعالات لأخر الخط .. بس من ملاحظتى هى كدة.

+مش لازم كلنا نركز مع الاستاد الكبير ونتفضل نهلل ونشتم و ..... إحنا اتخلقنا كلنا لاعبين بس مش واخدين بالنا ! ... كل واحد ينزل يلعب فى ملعبه يلا.

+دور دايماً على السلك العريان فى الإنسان .. وحاول تلمسه من غير أبداء انزعاج غطيه ولو بطبقة صغيرة ، كلنا مكهربين ياعزيزى.

الخميس، 20 ديسمبر 2012

ياشموع العالم .. فوقوا !





مش حاجة غريبة جداً أن شمعة تشتكى م الضلمة !


أمال حضرتك جاية تشتغلى إيه ؟؟



وإذا كانت الشمعة بتشتكى من الضلمة ، أمال التايه اللى بيدور ع النور وماعندوش مصدر ولاإمكانية يعمل إيه ؟؟ (جبتك ياعبد المعين ...)

اللى فاتح شركة وبيدور على شغل وبيسعاله .. بيرقص م الفرحة لما يلاقى الشغل جايله لغاية عنده ، والشمعة المركونة العاطلة لما تلاقى الضلمة حلت عليها وعلى اللى حواليها المفروض تفرح وتستعين ع الشقا بالله وتشوف شغلها .. مش تقلبها مناحة !

من أول ما أعلنت أنها شمعة وهى ضمنياً المفروض عارفة أنها "طوارئ الضلمة" .. بديهى يعنى .. رقاصة وبترقص !

هاتسيح ؟؟ هاتتألم ؟؟ .. هاتحس بحرارة الاحراق وحدها والناس يادوبك هاتحس بدفا وضوء ؟؟ ... هايعاد تشكيلها .. وتتشوه وتتحول ؟؟ ... إيه الجديد ؟؟؟ ماهى عارفة أنها شمعة م "الشمع" مش فولاز ولاصخر ، وخيط "قلبها" اللى بيتحرق رماد هو مصدر النور والدفا .. اللى صنعها ماخدعهاش ..


هاتخلص ؟؟ .. وهى كانت م الأصل ناوية ع الخلود بصورتها دى ؟؟ .. الشموع مش بتفنى .. بتنور السكك لحد ما قامتها تسمح وتمضى انصراف لوطن النور الدايم .. وطنها اللى لو مش مدركة أنها واخدة منه قبص .. هاتنطفى ومش هاتلاقى اللى ينورها .. مافيش شمعة بتعرف تنور نفسها مهما كانت واثقة فى نفسها.

وياسلام بقى ياسلام .. لو مع النور والدفا –الاساسيين الضروريين- تبقى شمعة معطّرة ... ماهو طالما كدة كدة هاتتحرق ليه ماتبقاش مبهجة ومبدعة ومميزة بريحتها .. الإحراق مزاج مش عقاب !

الغريبة أن فى شموع كتير فى العالم بقى عندها "اضطراب هوية" !!

ياشموع العالم .. فوقوا !

الخميس، 13 ديسمبر 2012

النهاردة "عيد" ميلادها ...




كل سنة وأنتِ .. أنتِ ! .. أصل أنتِ مش طيبة بس .. أنتِ روح حب وسلام وإبداع وعمق ملكوتى أخذ فى الزيادة ...

الست دى بتشتغل مطربة .. وبتغير حياة البشر -الزمنية والأبدية وبتجيب من هنا لهناك ومن هناك لهنا- وبتقول الكلام أنها بتجتهد تكبر بإنسانيتها مش مهنتها .. فكبرت بكللللللل حاجة ، لأن اللى بيطلب دى الباقى كله يزاد له ... مافيش بنى أدم أو أشباه بنى أدم يعتبروا فى باقى أدوار الحياة ؟؟

ربنا يخليكى ملح ونور للأرض ♥

الخميس، 6 ديسمبر 2012

عن نيرون ...



الذى كان حاكماً غير شرعى للبلاد ، وتغاضى الجميع عن عدم شرعيته ..

الذى كانت تحكمه أمه وتحكم من خلاله .. حتى قتلها فطاردته لعنتها للأبد ..

عن اصحابه البلهاء .. الذين أغرقوه .. ثم يأسوا منه وحاولوا اغتياله ..

عن نزواته المجنونة .. وشذوذه الفكرى ..

عن اغتيالاته لأقرباءه واصدقاءه وقادته العسكريين وحتى معلمه بالسم !

وعن توهمه بناء روما العظيمة من جديد .. باحراقها .. مع جلوسه فى شرفته يعزف ويغنى أشعار هوميروس ! .. مستمتعاً برائحة شواء الأجساد .. وصرخات الهلع والاستغاثة ..مع تصاعد النيران ، وتهاوى الاحياء العريقة لرماد وخراب ..

عن التضحية بالمسيحيين كمسبب للحريق .. فاليهود -الخيار الأخر - فى حماية إحدى زوجاته ..

إعلان الحرب على المسيحيين ! .. ثم تعيين الولاة على أساس ولاءهم له ومدى حرفيتهم فى تعذيب المسيحيين .. وبعد أن صدق كذبته على الارجح ! ، لذا بالغ فى التطهير المقدس بوحشية ..

عن الطاغية الذى أنهته الثورة ! ...
هرب منها إلى كوخ أحد خدامه وسقط فى بكاء .. تذكر أمه ولعنتها ..
حاصرته الثورة .. فانتحر بعد محاولات فاشلة .. لأنه كان يخشى الموت حتى الموت.

عن نيرون -فقط- اتحدث