لأنها لاتلبس الأسود لتعلن حداد ... أو تلبس ثوباً غالياً يضعها فى قالب
يدلل على طبقتها الاجتماعية .. لأنها لاترتدى فى هذة اللحظة مايصف ثقافتها أو
ديانتها أو جنسيتها ... فقط تتسربل بالماء ! .. تتسربل من أعلى رأسها حتى أخفض
قدميها ، كما لاتفعل أشد النساء تخفظاً فى أغلق المجتمعات.
ولأنها تُحتَوى فى غلالة دافئة .. تلك الحالة التى لم تلتمسها من وقت سُكنى
الرحم .. تتغلّف بالدفء الجارى ، حتى لتشعر أنه لايوجد مكان بارد فى العالم أكثر
من قلبها .. لاتوجد تيارات هوائية أو عواصف هوجاء إلا فى فضاء روحها .. لاتوجد
قضباناً باردة أكثر عظامها .. وكل الأعماق السحيقة للمحيطات كأعماق أكواب اللبن
الدافئة الصباحية الشتوية لتلاميذ المدارس ، بينما البرد الحقيقى يكمن من عمق
مليمتر واحد تحت سطح جلدها .. وحتى أعماقها المتجمدة الغير متناهية.
لأنها فى حالة تشّم فيها الحنان من دفء وملمس الماء ، وتلمس الأبخرة
وتقبضها بأنفاسها. ترى من خلال شفافية أجفانها المغلقة لون المياه القاتم ، إذ
لايريد له الاحساس أن يكون شفاف ليعبر من خلاله لأى شىء أخر .. بل أن يكون شديد
القتامة ليمتص كل أشعة النفس الهاربة .. لايتركها تهرب للمجهول فزعة ، أو يعكسها
لنفسها فتعود خائبة تطعنها بالمرارة.
ولأنها تتذوق على لسانها مذاق النار الذائبة فى الماء ، وتسمع دغدغات
القطرات لبعضها .. صوت رقرقة الضحكات الوقور.
ولأنها تتجرد من المساحيق وقصعات الشعر الرسمية والمجنونة ، الكل ينسدل فى
تعبد وخشوع لقانون الجاذبية .. الجاذبية الأرضية التى تأخذنا بلاتوقف حتى نستقر فى
أعماقها بعد طول نضال ضدها فى نمونا.
ولأنها تعرف أن النصرة دائماً للأرض ضد مقاوميها ، فهى تمتثل لها باستسلام لتصبح شريكة فى النصرة حين تجىء.
ولأنها تعرف أن النصرة دائماً للأرض ضد مقاوميها ، فهى تمتثل لها باستسلام لتصبح شريكة فى النصرة حين تجىء.
لأنها وحدها فى امتزاج مع العنصر الأساسى والضرورى للحياة .. ينسكب عليها
ويحيطها ويكتنفها كالموسيقى .. فالتجربة ليست إباحية للمتأمل على أى حالة ، بل هى
حالة –إن جاز التعبير- صوفيّة .. شديدة الخصوصية.
روعة
ردحذفحالة من الصفاء النفسي وصفتيه بقمة الابداع
شكراااااااا يادكتور ^_^
حذفأنت بتاع الصفاء والتأمل كله ;))
مش عايز اقول روعة زى مصطفى سيف عشان مكررش النعليق
ردحذفولكنى مضطر انى و لا اجد امامى الا ان اقول روعة
تحياتى
شكرا يا أستاذ ابراهيم
حذفشهادة اعتز بها :)
كارول إنتِ وصفتي حالة من التجرد من كل قيود الإنسانيه
ردحذفلايوجد مكان بارد فى العالم أكثر من قلبها .. لاتوجد تيارات هوائية أو عواصف هوجاء إلا فى فضاء روحها .. لاتوجد قضباناً باردة أكثر عظامها ..
لمستيني...
تفوقتي على نفسك في هذه التدوينه البديعه
جميله يا كارول دائماً :)
ياشيرين مش هاقولك شكراً .. هاقولك ربنا يخليكى لىّ تشجعينى دايما وترفعى معنوياتى
حذفبحس فعلا فى كومنتاتك بكلمة "care"
رائعة
ردحذفأدهشتني الفكرة و أحببتها
و شعرت بكلماتك و توحدت معها
كم هي عميقة و رقيقة
نعم فالماء حياة و كأن الجسد انغمر بالحياة
و كأنه دخل رحم امه من جديد ليستمتع بالدفئ و الحنان و الحماية
شكرا على كلماتك و تأملك في تفاصيل التفاصيل :)
شكرا يا كارول :)
حذفتعليقك أسعدنى بالأكثر
مُدهشة يا كارول في وصف الحالة إستمتعت جداً ومن حُسن حظي إني لسه واخد دُش
ردحذففاواصلني كل وصفك :)
شكرا أحمد .. معيماً ^_^
حذفجميلة .. راقتني
ردحذفشكرا لبنى ... وحشانى ^_^
حذفوااااااااااااو
ردحذفبجد تشبيهات رااائعة
عجبتني كتير ووصف الحالة ذاتها تشي بقلب واحاسيس رقيقة كصاحبتها
تحياتي
شكرا رحاب
حذف^_^
(كما لاتفعل أشد النساء تخفظاً فى أغلق المجتمعات.)
ردحذفكمالا تفعل ولا كما تفعل ؟ :)
كل النساء يتحممن حتى فى اغلق المجتمعات
تحياتى وابقى زورينى
لأ كما لاتتفعل
حذفمش من حيث التحمم أكيد :))
من حيث التسربل الكاااااااااامل
شكرا :)
جميل جدا .. أول مرة أقرالك وأستمتعت :)
ردحذفشكرا ياسلمى .. وأهلا بيكى :)
حذفتمام
ردحذفهي الحالة دي كده .. صوفيَّة
وفيه أبحاث أجنبية بتقول كمان إن الإنسان لو بيستحم في 30 دقيقية، بيقضي 25 دقيقة منهم في التفكير والتأمُّل، وخمس دقائق في الإستحمام نفسه