هل تتوقع أن نعاملها بحفاوة زائدة،
وأن تُستثني من طابور تقديم الطلبات،
وتجلس علي الكرسي الوحيد أمام مكتبي
المتروك لذوي الوسطة ..
فقط! لأنها تضع عطرًا غاليًا؟!
***
عطرها أسعد كل الموظفين في المكتب.
العاطفي منهم ابتسم بنصف فم،
والمتزمت عبس.
ولكن كليهما
استلذت حواسه.
حتي الموظف الأعزب فكر في الزواج
بزوجة حضنها بنفس الرائحة.
لكنّ هذا لم يزدنا إلا تعنتًا ضدها ..
لأننا نرفض أن يكون من أسباب اسثناءنا لأحد ..
عطر!
***
جاء دورها فتجاهلناها ..
وطلبنا من السيدة العجوز برائحة أهل الريف أن تتجاوزها.
نظرنا لبعضنا نظرة انتصار متحدية.
قولنا لها أن الأخري بتدو مريضة،
ولايجب أن تنتظر، مع أنها انتظرت!
حاولنا أن نبدو كرحماء لامتعنتون،
وتركناها تتململ وتتحرك ..
فيفيح عطرها أكثر.
***
لمّا اعتادت أنوفنا عطرها،
ولم يعد يثير نشوتنا ..
أنجزنا لها بضجر طلبها،
وودعناها بنظرات سخرية، وابتسامات تهكم، وزفرات سخط ..
فقط لأنها تضع عطرًا غاليًا.